الفنّ ، وأن يحرّضهم على الاشتغال في كلّ وقت ، ويطالبهم في أوقات إعادة محفوظاتهم وأن يطرح على أصحابه ما يراه من مستفاد المسائل الدقيقة والنكت الغريبة ، وأن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودّة واعتناء مع تساويهم في الصفات ، وأن ينصفهم في البحث ، وأن يقدّم في تعليمهم إذا ازدحموا الأسبق فالأسبق ، وأن يوصي طلاّبه بالرفق فيما لو طلبوا فوق طاقتهم ، وأن لا يقبّح العلوم التي لم يتعلّمها ، وأن لا يتأذّى ممّن يقرأ على غيره ويحضر عنده ، ثمّ يمدح من كان من أهل العلم بعد إكمال دراسته وأهليّته للاستفادة منه ويأمر الناس بالاشتغال عليه والأخذ منه.
ثمّ يذكر الشهيد آداب الدرس وهي عبارة عن ثلاثين أدباً ، ثمّ يتعرّض إلى الآداب المختصّة بالمتعلّم وهي تنقسم كما مرّ ثلاثة أقسام : آداب في نفسه ، وآداب مع شيخه ، وآدابه في مجلس درسه.
والمقصود من رسالتنا هذه إنّما هو القسم الأوّل ، فيذكر فيه اُموراً ثمانية (١) ، إنّما اُشير إليها ، متمسّكاً بعروة (خير الكلام ما قلّ ودلّ) طلباً للاختصار ، كما أضفت عليها ثمانية اُخرى ليكون المجموع ستّة عشر خصلة وخُلق ، لا بدّ لطالب العلم أن يراعيها في سيره الأخلاقي ، مستعيناً بالله سبحانه ، ومتوسّلا برسوله (صلى الله عليه وآله) وعترته (عليهم السلام) ، والله تعالى خير ناصر ومعين (٢).
__________________
١ ـ منية المريد : ٢٢٤ ـ ٢٣٣ ، أذكر خلاصة ذلك مع تصرّف وإضافات وبعض قصص العلماء في مراعاة الأخلاق وتهذيب النفس.
٢ ـ خلاصة هذه الرسالة كانت على شكل محاضرات أخلاقيّة ألقيتها في حوزة الإمام الخميني (قدس سره) للطلبة الحجازيّين بقم المقدّسة ، في شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٦ ه.