وكنموذج عملي كامل آخر للمساواة
القضائية في الاسلام ، قصة شكوىٰ مجموعة من اصحاب الابل استأجر المنصور العباسي ابلهم للسفر الىٰ الحج ، لكنه امتنع عن اعطاءهم اجورهم بعد رجوعه من الحج. فأشتكىٰ اصحاب الابل الىٰ قاضي المدينة ( ومكانته آنذاك لا تتجاوز مكانة رئيس محكمة في مدينة صغيرة اليوم ) تعدّي المنصور علىٰ حقوقهم ، فأرسل القاضي مباشرة خلف المنصور للحضور في المحكمة الرسمية ، وحاكمه وهو جالس الىٰ جانب اصحاب الابل ، ثم اخذ منه اجرة الابل بعد ان اعطىٰ الحق لأصحاب الابل في المجلس نفسه. ٢ ـ ومن اجل مراعاة المساواة الكاملة
بين طرفي النزاع ، علىٰ القاضي المساواة في النظرة والاشارة بينهما ، وان لا ينظر الىٰ احدهما اكثر من
الآخر او يشير عليه ، الّا في حالة الضرورة. ٣ ـ علىٰ القاضي ان يتكلم مع
الاثنين بالتساوي لا يحق له الكلام مع احدهما اكثر من الآخر او ابراز محبة نحوه اكثر من الآخر. ٤ _ علىٰ القاضي الالتفات
والاهتمام بكلامهما علىٰ حدّ سواء. في عهده لشريح قاضي الكوفة ، يقول
الامام امير المؤمنين علي عليهالسلام
: ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك
ومجلسك حتىٰ لا يطمع قريبك في حيفك ولا ييأس عدوك في عدلك (١) ________________اصحاب الابل يشتكون الخليفة
(١) مستند الشيعة ، للنراقي ، كتاب القضاء ، اضافة إلى سائر كتب الفقه.