ومقامك وعفوك ورأفتك
يمكن ان تنجيني. أجل ، لقد فكّر ذلك الرجل بشكل صحيح ، وكان
رجاءه في محله ، لقد انجاه كرم الرسول صلىاللهعليهوآله
لأنه عندما سمع تلك العبارة ، انزل السيف جانباً ، وقال للرجل : انهض واسرع الىٰ جيشك (١). ألا يستطيع هذا الرجل ان يسخر قلوب
الناس بهذه الاخلاق والمكارم الالهية التي هي بذاتها من اكبر المعجزات ؟! هل ان تأثير هذه التصرفات في جذب قلوب الناس اقل من بيان سائر المعجزات ؟ اشرنا من قبل أن اهل مكة شاهدوا اكبر
المعجزات علىٰ مدىٰ ثلاثة عشرة سنة من بداية البعثة ، تلك المعجزات التي لو رآها أي انسان لأعترف بالنبوة والرسالة ، إلّا انهم كانوا اصم من الصخر فلم تؤثر فيهم ولم يؤمنوا بالرسول صلىاللهعليهوآله
، لكن اولئك الناس عندما شاهدوا عفو الرسول صلىاللهعليهوآله
وعطفه عليهم عند فتح مكة لانت قلوبهم وآمنوا بالدين. لقد كان لمعاملة الرسول صلىاللهعليهوآله لهم في ذلك اليوم
اكبر الاثر في اسلامهم ، وهو بنفس الوقت خير دليل علىٰ ما قاله النبي صلىاللهعليهوآله
عن نفسه : ________________أيُّها السادة !
اعجاز النبي صلىاللهعليهوآله
الاخلاقي عند فتح مكة
(١) روضة الكافي ، تأليف ثقة الاسلام الكليني قدسسره