« ادبني ربي فأحسن تأديبي ». كما انه نموذج كامل لأسلوبه الاخلاقي في
التعامل مع اعدائه. دخل النبي صلىاللهعليهوآله
مكة دون قتال ( سوىٰ مقاومة صغيرة من بعض المشركين ابيدت علىٰ يد جيش الاسلام ). ومكّة هي مسقط رأسه التي يهفو إليها
قلبه علىٰ الدوام ، حتىٰ في الليلة التي اراد ان يهاجر فيها الىٰ المدينة ، نظر الىٰ اطرافها بحسرة ، واغرورقت
عيناه بالدموع ، فنزل عليه الامين جبرائيل ووعده من جانب الله بأن يرجعه اليها. وكانت سنوات تمرّ علىٰ ذلك الوعد الالهي ، والرسول صلىاللهعليهوآله ينتظر ، فمضت اشهر وسنين ببطء وحان الوقت الذي ينجز فيه الوعد. * * * عقد النبي صلىاللهعليهوآله
صلحاً مع كفار قريش وأهل مكة في الحديبية ، إلّا ان الكفار لم يعملوا بمفاد الصلح ، فكانت النتيجة ان الرسول صلىاللهعليهوآله عزم علىٰ فتح
مكة بأمر من الله ، وسار نحوا بعشرة آلاف مسلم ، وقد علم اهل مكة من خلال ابي سفيان « الذي ذكرناه تفاصيل لقاءه بالنبي صلىاللهعليهوآله
قرب مكة » بالتعبئة العامة للمسلمين. طوىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآله الطريق بين المدينة
ومكة ، حتىٰ وصل الىٰ« ذي طوىٰ » (١).
نظر الىٰ ما حوله ، فوجد جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل مستعدون ________________
(١) مكان مشرف علىٰ مكة.