فالروايات الدالة على كون آزر أباه الحقيقي على ما فيها من الاختلاف في سرد القصة روايات مخالفة للكتاب لا يعبأ بها ، ولا حاجة مع ذلك إلى حملها على التقية إن صح الحمل مع هذا الاختلاف بين القوم.
وفي تفسير القمي ، : في قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ ) الآية ـ قال : حدثني أبي عن إسماعيل بن مرار ـ عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كشط له عن الأرض ومن عليها ، وعن السماء ومن عليها ، والملك الذي يحملها ، والعرش ومن عليه ، وفعل ذلك برسوله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام.
أقول : وروى مثله في بصائر الدرجات بطريقين عن عبد الله بن مسكان وأبي بصير عن الصادق عليهالسلام وبطريق عن عبد الرحيم عن الباقر عليهالسلام ورواه العياشي عن زرارة وأبي بصير عن الصادق عليهالسلام وعن زرارة وعبد الرحيم القصير عن الباقر عليهالسلام ورواه في الدر المنثور ، عن ابن عباس ومجاهد والسدي من مفسري السلف ، وسيأتي في الكلام على العرش
حديث علي عليهالسلام المروي في الكافي في معنى العرش وفيه قال : والذين يحملون العرش ومن حوله ـ هم العلماء الذين حملهم الله علمه ـ قال : وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه ، وأراه خليله عليهالسلام فقال : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ـ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) الحديث.
وفي الحديث تفسير سائر الأخبار الواردة في تفسير إراءة الملكوت وتأييد لما قدمناه في البيان السابق ، وسيوافيك الشرح المستوفى لهذا الحديث في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى.
وفي تفسير العياشي ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما رأى ملكوت السماوات والأرض ـ التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ـ ثم رأى آخر فدعا عليه فمات ـ حتى رأى ثلاثة فدعا عليهم فماتوا ـ فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم : إن دعوتك مجابة فلا تدع على عبادي ـ فإني لو شئت لم أخلقهم ـ إني خلقت خلقي على ثلاثة أصناف : عبد يعبدني ولا يشرك بي شيئا ، وعبد يعبد غيري فلن يفوتني ، وعبد يعبد غيري فأخرج من صلبه من يعبدني :