أقول : والرواية مستفيضة ورواه في الكافي مسندا عن أبي بصير عنه عليهالسلام ورواه الصدوق في العلل عنه عليهالسلام والطبرسي في الاحتجاج عن العسكري عليهالسلام ورواه في الدر المنثور ، عن ابن مردويه عن علي عن النبي صلىاللهعليهوآله ، وعن أبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب من طريق شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل عن النبي صلىاللهعليهوآله وعن عدة من المفسرين موقوفا.
وفي تفسير العياشي ، عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : في إبراهيم إذ رأى كوكبا قال : إنما كان طالبا لربه ولم يبلغ كفرا ، وأنه من فكر من الناس في مثل ذلك فإنه بمنزلته.
وفي تفسير القمي ، قال : وسئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول إبراهيم : « هذا رَبِّي » هل أشرك في قوله : ( هذا رَبِّي )؟ فقال : من قال هذا اليوم فهو مشرك ، ولم يكن من إبراهيم شرك ، وإنما كان في طلب ربه ـ وهو من غيره شرك.
أقول : ويقابل الذي هو طالب من تم له البيان وقامت له الحجة الواضحة فهو غير طالب ، وليس لغير الطالب أن يفترض ما فيه شرك.
وفي تفسير العياشي ، عن حجر قال : أرسل العلاء بن سيابة يسأل أبا عبد الله عليهالسلام ـ عن قول إبراهيم : « هذا رَبِّي » وأنه من قال هذا اليوم فهو عندنا مشرك ، قال : لم يكن من إبراهيم شرك إنما كان في طلب ربه ، وهو من غيره شرك.
وفيه ، عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله ـ فيما أخبر عن إبراهيم : « هذا رَبِّي » قال : لم يبلغ به شيئا ، أراد غير الذي قال.
أقول : المراد به ظاهرا أنه أراد به أن قوله : « هذا رَبِّي » لا يتعدى مفهوم نفسه وليس له وراء ذلك معنى يحكي عنه أي أنه قاله على سبيل الافتراض أو تسليم المدعى لبيان فساده بفساد لوازمه كما تقدمت الإشارة إليه.
في الدر المنثور ، في قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ) الآية ، أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الأفراد وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية : « الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ » شق ذلك على الناس فقالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟