ثم ذكرت : أنه في تلك الأيام نشبت حرب في أرض سدوم ـ بين « أمرافل » ملك شنعار ومعه ثلاثة من الملوك ، وبين بارع ملك سدوم ومعه أربعة من الملوك المتعاهدين ـ فانهزم ملك سدوم ومن معه انهزاما فاحشا ـ وهربوا من الأرض بعد ما قتل من قتل منهم ـ ونهبت أموالهم وسبيت نساؤهم وذراريهم ، وكان فيمن أسر لوط وجميع أهله ونهبت أمواله.
قالت التوراة : فأتى من نجى وأخبر أبرام العبراني ـ وكان ساكنا عند « بلوطات ممري » الآموري ـ أخو « أشكول » وأخي « عانر » وكانوا أصحاب عهد مع أبرام ، فلما سمع أبرام أن أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ـ ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر وتبعهم إلى « دان » وانقسم عليهم هو وعبيده فكسرهم ـ وتبعهم إلى « حوبة » التي عن شمال دمشق واسترجع كل الأموال واسترجع لوطا أخاه أيضا ـ وأملاكه والنساء أيضا والشعب.
فخرج ملك سدوم لاستقباله ـ بعد رجوعه من « كسرة كدر لعومر » والملوك الذين معه إلى عمق « شوى » الذي هو عمق الملك ، وملكي (١) صادق ملك « شاليم » أخرج خبزا وخمرا ـ وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال : مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ـ ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك ـ فأعطاه عشرا من كل شيء.
وقال ملك سدوم لأبرام : أعطني النفوس ، وأما الأملاك فخذها لنفسك ـ فقال أبرام لملك سدوم : رفعت يدي إلى الرب الإله العلي ملك السماء والأرض ـ لا آخذن لا خيطا ولا شراك نعل ـ ولا من كل ما هو لك فلا تقول : أنا أغنيت أبرام ليس لي غير الذي أكله الغلمان ـ وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معي « عابر » و « أسلول » و « ممرا » فهم يأخذون نصيبهم.
إلى أن قالت : وأما ساراي فلم تلد له ـ وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر ـ فقالت ساراي لأبرام : هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة ـ أدخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين ـ فسمع أبرام لقول ساراي فأخذت ساراي امرأة أبرام ـ هاجر المصرية جاريتها ـ من بعد عشر سنين لإقامة أبرام في أرض كنعان ـ وأعطتها لأبرام رجلها زوجة له ـ فدخل على هاجر فحبلت.
ثم ذكرت : أن هاجر لما حبلت حقرت ساراي واستكبرت عليها ـ فشكت ساراي
__________________
(١) اسم لأحد الملوك المعاصر له ع.