ذلك إلى أبرام ـ ففوض أبرام أمرها إليها فهربت هاجر منها ـ فلقيها ملك فأمرها بالرجوع إلى سيدتها ـ وأخبرها أنها ستلد ولدا ذكرا وتدعو اسمه إسماعيل ـ لأن الرب قد سمع لمذلتها ، وأنه يكون إنسانا وحشيا يضاد الناس ويضادونه ، وولدت هاجر لأبرام ولدا وسماه أبرام إسماعيل ـ وكان أبرام ابن ست وسبعين سنة ـ لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام.
قالت التوراة : ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ـ ظهر الرب لأبرام وقال له : أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملا ـ فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثرك كثيرا جدا فسقط أبرام على وجهه وتكلم الله معه قائلا : أما أنا فهو ذا عهدي معك ـ وتكون أبا لجمهور من الأمم ، فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم ـ لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم ـ وأثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما : وملوك منك يخرجون ، وأقيم عهدي بيني وبينك ـ وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا ـ لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعد أرض غربتك كل أرض ـ كنعان ملكا أبديا وأكون إلههم.
ثم ذكرت : أن الرب جعل في ذلك عهدا بينه وبين إبراهيم ونسله ـ أن يختتن هو وكل من معه ـ ويختنوا أولادهم اليوم الثامن من الولادة ـ فختن إبراهيم وهو ابن تسع وتسعين سنة ـ وختن ابنه إسماعيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ـ وسائر الذكور من بنيه وعبيده.
قالت التوراة : وقال الله لإبراهيم : ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة ـ وأباركها وأعطيت أيضا منها ابنا ، وأباركها فتكون أمما وملوك شعوب منها يكونون ، فسقط إبراهيم على وجهه وضحك وقال في قلبه : وهل يولد لابن مائة سنة؟ هل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟.
وقال إبراهيم لله : ليت إسماعيل يعيش أمامك ـ فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابنا ـ وتدعو اسمه إسحاق ، وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده ـ وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ـ ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا ، اثنا عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة ، ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق ـ الذي تلده سارة في هذا الوقت في السنة الآتية ، فلما فرغ من الكلام معه صعد الله عن إبراهيم.
ثم ذكرت قصة نزول الرب مع الملكين ـ لإهلاك أهل سدوم قوم لوط ـ وأنهم وردوا على إبراهيم فضافهم ـ وأكلوا من الطعام الذي عمله لهم من عجل قتله ـ والزبد واللبن اللذين