كُنَّا نَعْمَلُ »؟.
وقوله تعالى : « قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ » فصل في معنى التعليل لما حكي عنهم من سؤال أحد أمرين : إما الشفعاء وإما الرد إلى الدنيا كأنه قيل : لما ذا يسألون هذا الذي يسألون؟ فقيل : « قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ » فيما بدلوا دينهم لهوا ولعبا ، واختاروا الجحود على التسليم وقد زال عنهم الافتراءات المضلة التي كانت تحجبهم عن ذلك في الدنيا فبان لهم أنهم في حاجة إلى من يصلح لهم أعمالهم إما أنفسهم أو غيرهم ممن يشفع لهم.
وقد تقدم في مبحث الشفاعة في الجزء الأول من الكتاب أن في قوله « فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا » دلالة على أن هناك شفعاء يشفعون للناس إذ قال : « مِنْ شُفَعاءَ » ، ولم يقل : من شفيع فيشفع لنا.
بحث روائي
في الكافي ، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال في قوله تعالى : « وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ » إذ دعوهم إلى سبيلهم ـ ذلك قول الله عز وجل فيهم إذ جمعهم إلى النار : « قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا ـ فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ » وقوله : « كلما دخلت أمة لعنت أختها ـ حتى إذا اداركوا فيها يتبرأ بعضهم من بعض ـ ويلعن بعضهم بعضا ـ يريد أن بعضهم يحج بعضا رجاء الفلج ـ فيفلتوا من عظيم ما نزل بهم ، وليس بأوان بلوى ولا اختبار ـ ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.
أقول : وقوله عليهالسلام : قوله كلما دخلت أمة « إلخ » نقل للآية بالمعنى.
وفي الدر المنثور ، في قوله تعالى : « لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ » أخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لا يفتح لهم » بالياء.
وفيه ، أخرج الطيالسي وابن شيبة وأحمد وهناد بن السري وعبد بن حميد وأبو داود في سننه وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في جنازة رجل من الأنصار ـ فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ـ فجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله وجلسنا حوله ـ وكأن على