وفي تفسير العياشي ، عن رفاعة قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » قال : نعم لله الحجة على جميع خلقه ـ أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا وقبض يده.
أقول : وظاهر الرواية أنها تفسر الأخذ في الآية بمعنى الإحاطة والملك.
وفي تفسير القمي ، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ـ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى » قلت : معاينة كان هذا؟ قال : نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ـ ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه ـ فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله : « فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ ».
أقول : والرواية ترد على منكري دلالة الآية على أخذ الميثاق في الذر تفسيرهم قوله : « وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ » أن المراد به أنه عرفهم آياته الدالة على ربوبيته ، والرواية صحيحة ومثلها في الصراحة والصحة ما سيأتي من رواية زرارة وغيره.
وفي الكافي ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زرارة : أن رجلا سأل أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » إلى آخر الآية ، فقال وأبوه يسمع : حدثني أبي. إن الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة ـ التي خلق منها آدم فصب عليها الماء العذب الفرات ـ ثم تركها أربعين صباحا ـ ثم صب عليها الماء المالح الأجاج ـ فتركها أربعين صباحا ـ فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا ـ فخرجوا كالذر من يمينه وشماله ـ وأمرهم جميعا أن يقعوا في النار ـ فدخلها أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما ، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها.
أقول : وفي هذا المعنى روايات أخر وكان الأمر بدخول النار كناية عن الدخول في حظيرة العبودية والانقياد للطاعة.
وفيه ، بإسناده عن عبد الله بن محمد الحنفي وعقبة جميعا عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله عز وجل خلق الخلق ـ فخلق من أحب مما أحب ـ فكان ما أحب أن خلقه من