الهدى « لا يُبْصِرُونَ بِها ـ وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها » أي جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى.
وفي الدر المنثور ، أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن عمر بن العاصي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره ـ فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شيء اهتدى. ومن أخطأ ضل.
وفيه ، أخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وأبو يعلى وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خلق الله الجن ثلاثة أصناف : صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب ، وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم قال الله : « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ـ وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها ـ أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ » وجنس أجسادهم أجساد بني آدم ـ وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
أقول : وسيأتي الكلام في الجن والشياطين من الإنس في مقام يناسبه إن شاء الله تعالى.
« وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٨٠) وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤)