أزيد مما تقدم من البحث عن نسب الأسماء والصفات إلينا ونسب ما بينها الموضوع في الفصل الرابع من الكلام في الأسماء فعليك بإبقائها حتى تنجلي لك المسألة حق الانجلاء والله الموفق.
وفي البصائر ، بإسناده عن الباقر عليهالسلام قال : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وإنما عند آصف منها حرف واحد فتكلم به ـ فخسف بالأرض فيما بينه وبين سرير بلقيس ـ ثم تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت ـ أسرع من طرفة عين ، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفيه ، أيضا بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عز وجل ـ جعل اسمه الأعظم على ثلاث وسبعون حرفا ـ فأعطى آدم منها خمسة وعشرين حرفا ـ وأعطى نوحا منها خمسة وعشرين حرفا ، وأعطى منها إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطى موسى منها أربعة أحرف ، وأعطى عيسى منها حرفين ـ وكان يحيي بهما الموتى ويبرئ بهما الأكمه والأبرص ، وأعطى محمدا صلىاللهعليهوآله اثنين وسبعين حرفا ، واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ـ ويعلم ما في نفس غيره ظ.
أقول : وفي مساق الروايتين بعض روايات أخر ، ولا ينبغي أن يرتاب في أن كونه مفرقا إلى ثلاث وسبعين حرفا أو مؤلفا من حروف لا يستلزم كونه بحقيقة مؤلفا من حروف الهجاء كما تقدمت الإشارة إليه ، وفي الروايتين دلالة على ذلك فإنه يعد الاسم وهو واحد ثم يفرق حروفه بين الأنبياء ويستثني واحدا ، ولو كان من قبيل الأسماء اللفظية الدالة بمجموع حروفه على معنى واحد لم ينفع أحدا منهم عليهالسلام ما أعطيه شيئا البتة.
وفي التوحيد ، بإسناده عن علي عليهالسلام في خطبة له : إن ربي لطيف اللطافة فلا يوصف باللطف؟ عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، قبل كل شيء لا يقال شيء قبله ، وبعد كل شيء لا يقال له بعد ـ شاء الأشياء لا بهمة ، دراك لا بخديعة ، هو في الأشياء كلها غير متمازج بها ولا بائن عنها ـ ظاهر لا بتأويل المباشرة ، متجل لا باستهلال رؤية ، بائن لا بمسافة ،