إننا لانريد هنا : أن نؤرخ لقضية التمييز العنصري ، لدى الشعوب المختلفة ، ولا استكشاف جذوره وآثاره قبل الاسلام وبعده ، ولا دراسة دوافعه النفسية ، ومناشئه ، ولا معالجة النظريات التي جاءت لتقرر ، وتبرر ، لا لتبني وتحرّر ..
وإنما نريد أن نلمح إلى بعض ما يرتبط بهذه القضية ـ على سبيل الايجاز والاشارة ـ وفي حدود ما يمس الواقع الذي عاشه المسلمون ، بعد وفاة الرسول الاُعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما عانوه من آثار وسلبيات ، انتجتها ، وخلفتها سياسات لها هذا الطابع ، وتصب في هذا الاتجاه ..
فنقول :
إن تاريخ هذه السياسة بعد ظهور الاسلام ، يرجع إلى عهد الخليفة الثاني عمعر بن الخطاب ، وهو المخطط والمؤسس لها ، والمصرّ على تنفيذها ، ثم سار الامويون على نهجه ، ونسجوا على منواله ، ونفذوا ما رسمه لهم بكل دقة وامانة ، وحزم ..
وقبل أن نلم ببعض ما حفظه لنا التاريخ من مواقف ، وتشريعات ، وقرارات ، من قبل ذلك المؤسس القوي والعتيد ، نلمح إلى بعض ما تمس الحاجة إلى الالماح إليه ، من ملاحظات ، وافكار ، ترتبط بهذه السياسة ، في الفترة التي تلت عهد مؤسسها ، ورائدها الاول .. وبالتحديد .. في عهد