هذا بالاضافة إلى أن هذا الذي ذكروه في سبب اطلاق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلمته الخالدة ، لا يعدو عن أن يكون أمراً عادياً ، بل وتافهاً ، لا يبرر هذا الموقف منه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولعل الهدف من ايراد امور كهذه هو التقليل من قيمة هذا الوسام العظيم ، الذي شرفه صلىاللهعليهوآلهوسلم به ..
إذ أن ذلك لا يعدو عن أن يكون قضية الاستفادة من قوة سلمان البدنية ، في حفر الخندق ، هي محل تنافس الفرقاء ، وما كان من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ أن بادر إلى حسم النزاع ، باسلوب تحويل سلمان إلى القسم الذي كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يعمل هو وأهل بيته فيه ؛ فكانت تلك الكلمة إيذاناً بذلك ..
ولاجل ذلك ؛ فان هذه الكلمة تفقد قيمتها ، وأهميتها ، وواقعيتها .. ولا يبقى مبرر لما نلاحظه في كلمات أئمة أهل البيت عليهمالسلام من التركيز على هذا الوسام العظيم ، وتأكيد واقعيته ومصداقيته فيه رضوان الله تعالى عليه ..
ونفس هذ الكلام تقريباً يأتي فيمايقال عن تنازعهم في سلمان ، حينما قال الشعر ، على النحو الذي ذكرناه فيما سبق.
لان اطلاق هذه الكلمة منه صلىاللهعليهوآلهوسلم في مناسبة كهذه ، تجعل سلمان جزءاً من فئة تحسن التكلم باللغة العربية ، وتحب أن تكرمه ، لانه نطق بلغتها ، لا لاجل علمه ، أو دينه ، ولا لغير ذلك من صفات الخير والصلاح فيه ..
قال محيي الدين ابن العربي الحنبلي :
« .. فلا يضاف إليهم إلاّ مطهر ، ولابدّ أن يكون كذلك ، فان المضاف إليهم هو الذي يشبههم ؛ فلا يضيفون لانفسهم إلاّ من حكم له بالطهارة والتقديس.