د : اضف إلى ذلك : أن وصف بلال بأنه مولى أبي بكر ، قد يكون من تزيُّد الرواة أيضاً؛ إذ قد ذكرنا في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الاعظم ج ٢ ص ٣٤ ـ ٣٨ : أن بلالا لم يكن مولى لابي بكر ..
وأخيرا .. فان مما يدل على أن الرواة والكتّاب قد زادوا شيئاً من عند أنفسهم : إضافة عبارة : « رضي الله عنهم » إلى الشهود ؛ إذ لا شك في أن ذلك قد حصل بعد كتابة ذلك الكتاب. بل ويحتمل أن يكون الشهود جميعاً قد اضيفوا بعد ذلك ، وإن كان هذا احتمالاً بعيداً جداً ..
وقد جاء في بعض الروايات : أن الرق قد شغل سلمان ، حتى فاته بدر واُحد ، حتى قال له رسول الله (ص) : كاتب يا سلمان ، فكاتب سيده على ثلاث مائة نخلة ( وقيل : على مائة وستين فسيلة ، وقيل خمس مائة وقيل على مائة فقط ، وو ) يحيها له ، وأربعين اوقية من ذهب.
فقال رسول الله (ص) : اعينوا أخاكم بالنخل.
فاعانه اصحاب النبيّ (ص) بالخمس والعشر ، حتى اجتمعت عنده ؛ فأمره (ص) أن يفقّر لها ، ولا يضع منها شيئاً حتى يكون النبيّ (ص) هو الذي يضعها بيده ؛ ففعل ، فجاء رسول الله (ص)؛ فغرسها بيده ؛ فحملت من عامها.
وقال (ص) له : إذا سمعت بشيء قد جاءني؛ فأتني ، أغنيك بمثل ما بقي من فديتك. فبينا رسول الله (ص) ذات يوم في اصحابه ، إذ جاء رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب. فقال (ص) : ما فعل الفارسي المكاتب؟.
فدعي له سلمان ؛ فقال : خذ هذه ؛ فأدّبِها ما عليك يا سلمان ..
__________________
والدرجات الرفيعة ص ٢٠٣ عن اكمال الدين ، ونفس الرحمان ص ٦ ص ٢٢ عن الحسين بن حمدان وص ٥ وصححها عن اكمال الدين ، وعن الراوندي في قصص الأنبياء ، وعن روضة الواعظين ، وعن الدر النظيم.