إن دراسة حياة الأفذاذ من الرجال ، إنّما تصبح ضرورة ملحة ، حينما تكون فرصة لاستيعاب كثير من المعاني البناءة ، وللتعرف على حقائق الحياة ، والوقوف على عميق أسرارها ، من خلال دراسة فكر ورؤية ، ثم حركة وموقف هؤلاء القمم ؛ ليكون ذلك رافداً ثرّاً للجانب العاطفي ، ومسهماً في تعميق الوعي العقيدي ، المهيمن على هذا الانسان في كل شؤونه ، ومختلف أحواله وأطواره ..
وليس ضرورياً دراسة حياة أي كان من الناس ، إذا كانت هذه الدراسة تنطلق من مبدأ عبادة الاشخاص ، وتسمح للانسان بالانسياق في متاهات التعظيم والتبجيل لهم دون هدف ، وبلا ضابطة ، أو معيار .. سوى إرضاء الهوى ، والاستجابة إلى النزعات التي ، لا تسمو بالانسان ، ولا هي تمنحه الفرصة ليسمو هو بها على الاُقل ..
بل هي تكبله بما شاءت من قيود ، وحدود ، وتشده إلى الاُرض ؛ ليخلد إليها. وليتعامل ـ من ثم ـ مع كل شيء ، بنظرة ضيقة ، وعقلية متحجرة ، وروح ممسوخة ، وقاسية ، وحتى حاقدة أيضاً .. وليواجهك ـ من ثم ـ بكل الأساليب الملتوية ، والممارسات الخاطئة ، والمواقف المهزوزة ، والمشينة في كثير من الأحيان ..