« هكذا ينجو المخفون » (١).
و « قيل دخل عليه رجل؛ فلم يجد في بيته الا سيفاً ومصحفاً ، قال : ما في بيتك إلا ما أرى؟! قال : ان امامنا منزل كؤود ، وأنا قد قدمنا متاعنا إلى المنزل » (٢).
ومما يمكن اعتباره في هذا السياق ، ما روي بسند معتبر : عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال :
« كان لعلي عليهالسلام بيت ليس فيه شيء ، إلاّ فراش ، وسيف ، ومصحف ، وكان يصلي فيه ـ أو قال : كان يقيل فيه .. » (٣).
فلماذا السيف والمصحف ، دون سواهما ، يا ترى؟ ماذا نستوحي من ذلك؟ وكيف نستفيد العبرة منه؟!
سؤال لابد وان يراود أذهان الكثيرين!! وتتشوف نفوسهم إلى معرفة الجواب عنه ، بصور مقنعة ، ومقبولة.
ولسوف نحاول هنا معالجة الاجابة عنه ، رغم اقتناعنا بأن توفيته حقه ، تتطلب فرصة أوفر ، وتوفراً أتم .. ولكننا سوف نكتفي هنا بإشارة خاطفة ومحدودة ، تصلح لان تكون مدخلاً مناسباً للاجابة التامة والمقبولة ، فنقول :
إن الله سبحانه ، حينما أوجد هذا الكائن ، قد أراد له أن يكون إنسانأً بالدرجة الاولى ، ثم هو أراد له أن يكون حرّاً ..
فكل ما يتنافى مع هذه الإنسانية ، ومع تلك الحرية ، ويحدّ من فاعليتها ، يكون مناقضاً لفطرة الإنسان وغير منسجم معها ، ولا متوافق مع ما يريده الله سبحانه لهذا الانسان ..
__________________
(١) قاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٥ والدرجات الرفيعة ص ٢١٥ ونفس الرحمان ص ١٤٠ عن الانوار النعمانية.
(٢) الدرجات الرفيعة ص ٢١٥ ونفس الرحمان ص ١٤٠ عن الانوار النعمانية.
(٣) المحاسن للبرقي ٦١٢ والبحار ج ٧٣ ص ١٦١ والوسائل ج ٣ ص ٥٥٥.