وكذا ما رواه الطبري وابن مردويه عن ابن عباس : أن ثقيفا قالوا للنبي صلىاللهعليهوآله : أجلنا سنة حتى يهدي لآلهتنا ـ فإذا قبضنا الذي يهدي للآلهة أحرزناه ـ ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة فهم أن يؤجلهم فنزلت : « وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ » الآية.
وكذا ما في تفسير العياشي ، عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليهالسلام : في الآية قال : لما كان يوم الفتح أخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله أصناما من المسجد ـ وكان منها صنم على المروة فطلبت إليه قريش أن يتركه وكان مستحيا ـ ثم أمر بكسره فنزلت هذه الآية.
ونظيرهما أخبار أخر تقرب منها معنى فهذه روايات لا تلائم ظاهر الكتاب وحاشا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يهم بمثل هذه البدع والله سبحانه ينفي عنه المقارنة من الركون والميل اليسير فضلا أن يهم بالعمل.
على أن هذه القضايا من الحوادث الواقعة بعد الهجرة والسورة مكية. وفي العيون ، بإسناده عن علي بن محمد بن الجهم عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : مما سأله المأمون فقال له : أخبرني عن قول الله : « عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ » قال الرضا عليهالسلام هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة ـ خاطب الله بذلك نبيه وأراد به أمته ، وكذلك قوله : « لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ » وقوله تعالى : « وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً » قال : صدقت يا بن رسول الله.
وفي المجمع ، عن ابن عباس : في قوله تعالى : « إِذاً لَأَذَقْناكَ » الآية ـ قال : إنه لما نزلت هذه الآية قال النبي صلىاللهعليهوآله : اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.
وفي تفسير العياشي ، عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : قلت له : متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال : بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوي الإسلام ـ فكتب الله على المسلمين الجهاد ، وزاد في الصلاة رسول الله صلىاللهعليهوآله سبع ركعات في الظهر ركعتين ، وفي العصر ركعتين ، وفي المغرب ركعة ، وفي العشاء ركعتين ، وأقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة ـ لتعجيل نزول ملائكة النهار إلى الأرض ـ وتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء ـ فكان ملائكة الليل وملائكة النهار ـ يشهدون مع رسول الله الفجر فلذلك قال الله : « وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً » يشهد المسلمون ويشهد ملائكة الليل والنهار.