عليه قوله تعالى : « إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً » مضافا إلى ما يستفاد من سياق القصة من سيطرته الجسمانية والروحانية.
ورابعا : أنه صادف قوما ظالمين بالمغرب فعذبهم.
وخامسا : أن الردم الذي بناه هو في غير مغرب الشمس ومطلعها فإنه بعد ما بلغ مطلع الشمس أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين. ومن مشخصات ردمه مضافا إلى كونه واقعا في غير المغرب والمشرق أنه واقع بين جبلين كالحائطين ، وأنه ساوى بين صدفيهما وأنه استعمل في بنائه زبر الحديد والقطر ، ولا محالة هو في مضيق هو الرابط بين ناحيتين من نواحي الأرض المسكونة.
٢ ـ ذكرى ذي القرنين والسد ويأجوج ومأجوج : في أخبار الماضين ، لم يذكر القدماء من المؤرخين في أخبارهم ملكا يسمى في عهده بذي القرنين أو ما يؤدي معناه من غير اللفظ العربي ولا يأجوج ومأجوج بهذين اللفظين ولا سدا ينسب إليه باسمه نعم ينسب إلى بعض ملوك حمير من اليمنيين أشعار في المباهاة يذكر فيها ذا القرنين وأنه من أسلافه التبابعة وفيها ذكر سيره إلى المغرب والمشرق وسد يأجوج ومأجوج وسيوافيك نبذة منها في بعض الفصول الآتية.
وورد ذكر « مأجوج » و « جوج ومأجوج » في مواضع من كتب العهد العتيق ففي الإصلاح (١) العاشر من سفر التكوين من التوراة ، : « وهذه مواليد بني نوح : سام وحام ويافث ـ وولد لهم بنون بعد الطوفان. بنو يافث جومر ومأجوج ـ وماداي وبأوان ونوبال وماشك ونبراس.
وفي كتاب حزقيال ، (٢) الإصحاح الثامن والثلاثون : وكان إلى كلام الرب قائلا : يا بن آدم اجعل وجهك على جوج أرض مأجوج رئيس ـ روش ماشك ونوبال ، وتنبأ عليه وقل : هكذا ـ قال السيد الرب : ها أنا ذا عليك يأجوج رئيس روش وماشك ـ ونوبال وأرجعك وأضع شكائم في فكيك ـ وأخرجك أنت وكل جيشك خيلا وفرسانا ـ
__________________
(١) كتب العهدين مطبوعة بيروت سنة ١٨٧٠ ومنها نقل سائر ما نقل في هذه الفصول.
(٢) وكان بين اليهود أيام إسارتهم بابل.