فرأى مغيب الشمس عند غروبها |
|
في عين ذي خلب وثأط حرمد |
قال المقريزي في الخطط ، : اعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز فقال : « وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً » الآيات عربي قد كثر ذكره في أشعار العرب.
وأن اسمه الصعب بن ذي مرائد بن الحارث الرائش بن الهمال ذي سدد بن عاد ذي منح بن عار الملطاط بن سكسك بن وائل بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح عليهالسلام.
وأنه ملك من ملوك حمير وهم العرب (١) العاربة ، ويقال لهم أيضا العرب العرباء ، وكان ذو القرنين تبعا متوجا ، ولما ولي الملك تجبر ثم تواضع لله ، واجتمع بالخضر ، وقد غلط من ظن أن الإسكندر بن فيلبس هو ذو القرنين الذي بنى السد فإن لفظة ذو عربية ، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن ، وذاك رومي يوناني.
قال أبو جعفر الطبري : وكان الخضر في أيام أفريدون الملك بن الضحاك في قول عامة علماء أهل الكتاب الأول ، وقيل : موسى بن عمران عليهالسلام ، وقيل : إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان على أيام إبراهيم الخليل عليهالسلام وإن الخضر بلغ مع ذي القرنين أيام مسيره في البلاد نهر الحياة فشرب من مائه وهو لا يعلم به ذو القرنين ولا من معه فخلد وهو حي عندهم إلى الآن ، وقال آخرون إن ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم الخليل عليهالسلام هو أفريدون بن الضحاك وعلى مقدمته كان الخضر.
وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب التيجان ، في معرفة ملوك الزمان بعد ما ذكر نسب ذي القرنين الذي ذكرناه : وكان تبعا متوجا لما ولي الملك تجبر ثم تواضع واجتمع بالخضر ببيت المقدس ، وسار معه مشارق الأرض ومغاربها وأوتي من كل شيء سببا كما أخبر الله تعالى ، وبنى السد على يأجوج ومأجوج ومات بالعراق.
وأما الإسكندر فإنه يوناني ، ويعرف بالإسكندر المجدوني ( ويقال المقدوني )
__________________
(١) العرب العاربة هم العرب قبل إسماعيل وأما إسماعيل وبنوه فهم العرب المستعربة.