أسعد أبو كرب غزا أذربيجان ، وبعث حسانا ابنه إلى الصغد ، وابنه يعفر إلى الروم ، وابن أخيه إلى الفرس ، وأن من الحميريين من بقوا في الصين لهذا العهد بعد غزو ذلك الملك لها.
وكذب ابن خالدون وغيره هذه الأخبار ، ووسموها بأنها مبالغ فيها ، ونقضوها بأدلة جغرافية وأخرى تاريخية.
إذن يكون ذو القرنين من أمة العرب ولكنه في تاريخ قديم قبل التاريخ المعروف. انتهى ملخصا.
ووقيل : إن ذا القرنين هو كورش أحد ملوك الفرس الهخامنشيين ( ٥٣٩ ـ ٥٦٠ ق م ) وهو الذي أسس الإمبراطورية الإيرانية ، وجمع بين مملكتي الفارس وماد ، وسخر بابل وأذن في رجوع اليهود من بابل إلى أورشليم وساعد في بناء الهيكل وسخر مصر ثم اجتاز إلى يونان فغلبهم وبلغ المغرب ثم سار إلى أقاصي المعمورة في المشرق.
ذكره بعض من قارب (١) عصرنا ثم بذل الجهد في إيضاحه وتقريبه بعض محققي (٢) الهند في هذه الأواخر بيان ذلك إجمالا أن الذي ذكره القرآن من وصف ذي القرنين منطبق على هذا الملك العظيم فقد كان مؤمنا بالله بدين التوحيد عادلا في رعيته سائرا بالرأفة والرفق والإحسان سائسا لأهل الظلم والعدوان ، وقد آتاه الله من كل شيء سببا فجمع بين الدين والعقل وفضائل الأخلاق والعدة والقوة والثروة والشوكة ومطاوعة الأسباب.
وقد سار كما ذكره الله في كتابه مرة نحو المغرب حتى استولى على ليديا وحواليها ثم سار ثانيا نحو المشرق حتى بلغ مطلع الشمس ووجد عنده قوما بدويين همجيين يسكنون في البراري ثم بنى السد وهو على ما يدل عليه الشواهد السد المعمول في مضيق داريال بين جبال قفقاز بقرب « مدينة تفليس » هذا إجمال الكلام ودونك التفصيل.
إيمانه بالله واليوم الآخر : يدل على ذلك ما في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا ،
__________________
(١) سر أحمد خان الهندي.
(٢) الباحث المحقق مولانا أبو الكلام آزاد.