الود والمودة المحبة وفي الآية وعد جميل منه تعالى أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات مودة في القلوب ولم يقيده بما بينهم أنفسهم ولا بغيرهم ولا بدنيا ولا بآخره أو جنة فلا موجب لتقييد بعضهم ذلك بالجنة وآخرين بقلوب الناس في الدنيا إلى غير ذلك.
وقد ورد في أسباب النزول ، من طرق الشيعة وأهل السنة أن الآية نزلت في علي عليهالسلام ، وفي بعضها ما ورد من طرق أهل السنة أنها نزلت في مهاجري الحبشة وفي بعضها غير ذلك وسيجيء في البحث الروائي الآتي.
وعلى أي حال فعموم لفظ الآية في محله ، والظاهر أن الآية متصلة بقوله السابق : « سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ».
( بحث روائي )
في تفسير القمي ، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قوله : « كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا » ـ يوم القيامة أي يكون هؤلاء الذين اتخذوهم آلهة ـ من دون الله ضدا يوم القيامة ويتبرءون منهم ـ ومن عبادتهم إلى يوم القيامة.
وفي الكافي ، بإسناده عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قول الله عز وجل : « إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا » قال : ما هو عندك؟ قلت : عد الأيام قال ـ الآباء والأمهات يحصون ذلك ولكنه عدد الأنفاس.
وفي نهج البلاغة ، من كلامه عليهالسلام : نفس المرء خطاه إلى أجله.
وفيه ، قال عليهالسلام : كل معدود متنقص وكل متوقع آت.
وفي الدر المنثور ، أخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر محمد بن علي : في قوله : « إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا » قال : كل شيء حتى النفس.
أقول : وهي أشمل الروايات ولا يبعد أن يستفاد منها أن ذكر النفس في الروايات من قبيل ذكر المثال.