إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء ـ والعصاة إلى فكر الأبرار ـ لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا.
فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا ـ لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها ـ فأجاب الملاك وقال أنا جبريل الواقف قدام الله ـ وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا ـ وها أنت تكون صامتا ـ ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا ـ لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.
وكان الشعب منتظرين زكريا ـ ومتعجبين من إبطائه في الهيكل. فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ـ ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل ـ فكان يومئ إليهم وبقي صامتا ـ ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته. وبعد تلك الأيام حبلت إليصابات امرأته ـ وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة : هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي ـ لينزع عاري بين الناس.
إلى أن قال : وأما إليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا ـ وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها. وفي اليوم جاءوا ليختنوا الصبي ـ وسموه باسم أبيه زكريا فأجابت أمه ـ وقالت لا بل يسمى يوحنا. فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك يسمى بهذا الاسم. ثم أومئوا إلى أبيه ما ذا يريد أن يسمى. فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله. فوقع خوف على كل جيرانهم ـ وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية. فأودعها جميع السامعين في قلوبهم ـ قائلين أترى ما ذا يكون هذا الصبي وكانت يد الرب معه. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ ... إلخ.
وفيه (١) : وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر ـ إذ كان بيلاطس النبطي واليا على اليهودية ، وهيرودس رئيس ربع على الجليل ، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخوتينس ، وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية ـ في أيام رئيس الكهنة حنان ـ وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية.
__________________
(١) إنجيل الإصحاح الثالث ـ ١.