أي صوما صمتا ـ وفي نسخة أي صمتا ـ فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ـ ولا تنازعوا ولا تحاسدوا. الحديث.
وفي كتاب سعد السعود ، لابن طاووس من كتاب عبد الرحمن بن محمد الأزدي : وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة : أن النبي صلىاللهعليهوآله بعثه إلى نجران فقالوا : ألستم تقرءون : « يا أُخْتَ هارُونَ » وبينهما كذا وكذا؟ فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله فقال : ألا قلت لهم : إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم.
أقول : وأورد الحديث في الدر المنثور ، مفصلا وفي مجمع البيان ، مختصرا عن المغيرة عن النبي صلىاللهعليهوآله ، ومعنى الحديث أن المراد بهارون في قوله : « يا أُخْتَ هارُونَ » رجل مسمى باسم هارون النبي أخي موسى عليهالسلام ، ولا دلالة فيه على كونه من الصالحين كما توهمه بعضهم.
وفي الكافي ، ومعاني الأخبار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : في قوله تعالى : « وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ » قال : نفاعا.
أقول : ورواه في الدر المنثور ، عن أرباب الكتب عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآله ولفظ الحديث : قال النبي قول عيسى عليهالسلام : « وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ » ـ قال : جعلني نفاعا للناس أين اتجهت.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوآله : « وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ » قال : معلما ومؤدبا.
وفي الكافي ، بإسناده عن بريد الكناسي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد ـ حجة الله على أهل زمانه؟ فقال : كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال : « إِنِّي عَبْدُ اللهِ ـ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ ـ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ».
قلت : فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال ـ وهو في المهد؟ فقال : كان عيسى في تلك الحال آية لله ـ ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها ـ وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ـ ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان ـ وكان زكريا الحجة لله عز وجل بعد صمت عيسى بسنتين.