السادس من مطالب مقدّمات شرح التهذيب ، قال في جملة كلام له : وكم قد رأينا جماعة من العلماء ، ردّوا على الفاضلين بعض فتاويهما بعدم الدليل ، فرأينا دلائل تلك الفتاوى في غير الأصول الأربعة ، خصوصا كتاب الفقه الرضوي ، الذي اتي به من بلاد الهند في هذه الأعصار إلى أصفهان ، وهو الآن في خزانة شيخنا المجلسي ـ أدام الله أيّامه ـ فإنّه قد اشتمل على مدارك كثيرة للأحكام ، وقد خلت منها هذه الأصول الأربعة وغيرها ، انتهى.
وظاهره أنّ هذه نسخة اخرى غير التي كانت في قم ، وهذا ممّا يؤيّد الوثوق والاطمئنان.
واعترض السيّد العالم المعاصر ، فقال : وأيضا فإنّ الظاهر أنّ مرجع كلّ ما حكاه المولى الفاضل المجلسي ، عن الشيخين المذكورين ، وما قاله السيّد الفاضل الجزائري ، وما نبّه عليه سيّدنا بحر العلوم ، إلى النسخة التي ظفر عليها القاضي أمير حسين بمكّة المشرّفة ، وكأنّها ظهرت في قم ، وذهب بها بعض أهلها إلى جانب البيت المعظّم والهند ، ثم انتشر المنتسخ منها بأصبهان ، والمشهد المقدّس الرضوي.
إلى أن قال : وأيضا لو كانت النسخة التي أشار إليها المحدّث الجزائري ، وذكر أنّها في خزانة المولى المجلسي ـ رحمهالله ـ غير ما جاء السيّد المتقدّم بها إليه ، لكان المولى المذكور أولى بأن يذكر ذلك في مقدّمات بحاره ، حيث تصدّى لتنقيحه وتأييده ، ونحن قد لاحظنا مظانّ ذلك في البحار ، ولم نقتصر على المقدّمات خاصّة ، ولم نجد لذلك عينا ولا أثرا ، ولا يخفى أنّ المولى المجلسي ـ رحمهالله ـ قد ذكر جملة ممّا ظفر عليه في أواخر عمره ، في المجلّد الأخير من البحار ، ونحن كلّ ما تأمّلناه لم نجد ذلك فيه أيضا ، انتهى (١).
قلت : استظهار اتّحاد النسخ الثلاث ممّا يكذّبه الوجدان :
__________________
(١) رسالة في تحقيق حال فقه الرضا عليهالسلام للخوانساري : ٢٩.