وأمّا ثالثا : فلما يظهر من مطاوي ذلك الكتاب أنّه من مؤلّفات المتأخّرين عن الشيخ منتجب الدين وأمثاله ، فلاحظ. ثمّ قال : إنّ ما يظهر من كلام الأستاذ الاستناد ـ أنّه من مؤلّفات محمد بن محمد الشعيري ـ ليس بصريح ، لأنّ أصل العبارة في الكتاب ليس إلاّ محمد بن محمد ، وهو مشترك ، ولا يختصّ بالشعيري (١) وفي كلامه تشويش لا يخفى.
ومنهم : العالم الجليل جعفر بن محمد الدوريستي ، نقله الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي في رسالة الرجعة ، عن المجلسي ، وعن بعض مشايخه.
والنقل الأوّل غريب لأنّه قال في البحار : ويظهر من بعض مواضع الكتاب أنّ اسم مؤلّفه محمد بن محمد الشعيري ، ومن بعضها أنّه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي بواسطة ، انتهى (٢).
وهو كما ذكره ، ويظهر ضعف هذه النسبة بما تقدّم ، إذ جعفر بن محمد من تلامذة المفيد ، والحمصي متأخّر عنه جدّا.
ومنهم : الحسن بن محمد السبزواري ، قال الشيخ المتقدّم : قال بعض المشايخ : وقفت على نسخة صحيحة عتيقة جدّا ، في دار السلطنة أصفهان ، وفيها تمّ الكتاب على يد مصنّفه الحسن بن محمد السبزواري.
ومنهم : الشيخ المفسّر أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن أبي الفضل الطبرسي ، نقله صاحب الرياض عن بعضهم كما عرفت (٣) ، واستغربه ، وهو في محلّه.
ومنهم : ولده أبو نصر الحسن ـ صاحب مكارم الأخلاق ـ نسبه إليه من غير تردّد الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي ، في كتاب « إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة » كما رأيته بخطّه الشريف ، مع أنّه كان عنده من الكتب
__________________
(١) رياض العلماء ٣ : ٣٣٣.
(٢) بحار الأنوار ١ : ١٤.
(٣) رياض العلماء ١ : ٢٩٨.