قال السيّد المحدّث الجزائري ، في شرح صحيفته : وقد بنينا شرحنا هذا على نسخة شيخنا البهائي ـ قدسسره ـ التي هي بخطّ أبيه شمس الدين محمد ـ صاحب الكرامات والمقامات ـ وهو قد نقلها من خطّ الشهيد ـ رحمهالله ـ انتهى.
وصرّح في رياض العلماء : إنّه كان تلميذ ابن فهد (١).
وكلّ ما في هذين المجلدين منقول عن خطّ الشهيد ـ رحمهالله ـ والمجلّد الآخر بخطّ بعض أحفاده ، نقل عن خطّه ، وهذه المجلّدات كالبساتين النضرة ، والحدائق الخضرة التي فيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذّ الأعين ، مشتملة على رسائل مستقلّة في الأحاديث ، والعلوم الأدبية ، والأشعار ، والأخبار المستخرجة من الأصول ، والحكايات والنوادر ، وغيرها ، خالية عن الهزليّات التي توجد في أمثالها ، نعم يوجد فيها بعض اللطائف والطرائف.
ففي أحد المجاميع (٢) : بلغ من عناية الصوفيّة بكثرة الأكل أن كان نقش
__________________
(١) رياض العلماء ٥ : ١٨٩.
(٢) جاء في هامش المخطوطة : ومن الألطاف الإلهية على العبد الجاني يحيى بن محمد شفيع الأصفهاني عفي عنهما : أني تشرفت قبل ذلك بثلاث سنين إلى زيارة ائمة العراق عليهم صلوات الله وسلامه وكان أوان تشر في بكربلاء في أول شهر رجب والمولى الجليل المصنف قد تشرف للزيارة الرجبية من النجف الأشرف إلى كربلاء المشرفة ، وكان بيني وبينه صداقة قديمة من أيام التحصيل واقامتنا في النجف الأشرف ، فبادر إلى زيارتي وفرحت كثيرا بزيارته. ولما تشرفنا بالنجف الأشرف كنا مراودين ، فجاء يوما إلى منزلي ومعه هذه المجاميع الثلاث التي اثنان منها بخط الشيخ الجليل الشيخ محمد الجبعي جد شيخنا البهائي ، وقال رحمهالله لي : هاتان المجموعتان بعينهما كانتا عند المجلسي ، وكلما نقل عن خط الشيخ محمد المذكور عن خط الشهيد محمد بن مكي من هاتين المجموعتين ، ولولا المحبة الكاملة ما ابرزتهما لك. فأخذت المجاميع الثلاث كلها ونقلت أكثر ما فيها بخط يدي ، وكانت موجودة عندي ، وكذا المجموعة التي بخط السيد الجليل السيد حيدر الآملي المشتملة على الرسائل الثلاث في سؤالات مهنا بن سنان المدني ، وغيرها التي نقلها سابقا قبل ذلك وفيها خطوط فخر المحققين ولد العلامة وأجازته للسيد حيدر في ظهر سؤالات المهنا بخطه رحمهالله ، وغيرها من الرسائل الشريفة كلها بخط السيد حيدر الآملي ، ونقلت جميعها بخط