وفي الذكرى : أنّ ظاهر الأخبار سقوط الاستقبال بموته ، وأنّ الواجب أن يموت إلى القبلة. قال : وفي بعضها احتمال دوام الاستقبال. (١)
وفي استفادة سقوط الاستقبال بموته منها نظر.
(ويستحبّ التلقين) للمحتضر (بالشهادتين والإقرار بالأئمّة ، وكلمات الفرج).
والمراد بالتلقين التفهيم ، يقال : غلام لقن ، أي : سريع الفهم.
فعن الصادق عليهالسلام ما من أحدٍ يحضره الموت إلا وكّل به إبليس من شياطينه مَن يأمره بالكفر ، ويشكّكه في دينه حتى تخرج نفسه ، فمن كان مؤمناً لم يقدر عليه ؛ فإذا حضرتم موتاكم فلقّنوهم شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله حتى يموت. (٢)
وفي رواية
يلقّنه كلمات الفرج والشهادتين ، ويسمّي له الإقرار بالأئمّة واحداً بعد واحد حتى ينقطع منه الكلام. (٣)
وعن أبي بكر الحضرمي : أنّه لقّن رجلاً الشهادتين ، والإقرار بالأئمّة رجلاً رجلاً ، فرئي الرجل بعد وفاته ، فقال : نجوت بكلمات لقّنيهنّ أبو بكر ، ولو لا ذلك كدت أهلك ، في حديثٍ (٤) طويل.
وقال الصادق عليهالسلام [اعتقل لسان (٥)] رجل من أهل المدينة على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : قل : لا إله إلا الله ، فلم يقدر عليه ، فأعاد عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يقدر عليه وعند رأس الرجل امرأة ، فقال لها : هل لهذا الرجل أُمّ؟ فقالت : نعم يا رسول الله أنا امّه ، فقال لها : أراضية أنتِ عنه أم لا؟ فقالت : بل ساخطة ، فقال صلىاللهعليهوآله : إنّي أُحبّ أن ترضي عنه ، فقالت : قد رضيتُ عنه لرضاك يا رسول الله ، فقال له : قل : لا إله إلا الله ، فقال : لا إله إلا الله ، فقال : قل : يا مَن يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير واعف عنّي الكثير إنّك أنت العفوّ الغفور ، فقالها ، فقال له : ماذا ترى؟ قال : أسودين قد دخلا عليّ ، قال : فأعدها ، فأعادها ، فقال :
__________________
(١) الذكرى ١ : ٢٩٥.
(٢) الكافي ٣ : ١٢٣ / ٦ ؛ الفقيه ١ : ٧٩ / ٣٥٣ بتفاوت يسير في بعض الألفاظ.
(٣) الكافي ٣ : ١٢٤ ذيل الحديث ٦.
(٤) الكافي ٣ : ١٢٢ ـ ١٢٣ / ٤.
(٥) بدل ما بين المعقوفين في الطبعة الحجريّة و «ق ، م» : «اعتلّ». وما أثبتناه من المصدر.