ما ترى؟ قال : قد تباعدا عنّي ودخل الأبيضان وخرج الأسودان فما أراهما ، ودنا الأبيضان منيّ فأخذا نفسي ، فمات من ساعته. (١)
ولا بدّ من متابعة المريض بلسانه وقلبه إن أمكن ، وإلا عقد بها قلبه ؛ لقوله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة». (٢)
وقوله صلىاللهعليهوآله مَن كان آخر قوله عند الموت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلا هدمت ما قبلها من الخطايا والذنوب ، فلقّنوها موتاكم فقيل : يا رسول الله كيف هي للأحياء؟ قال هي أهدم وأهدم. (٣)
وروى أنه صلىاللهعليهوآله حين دخل على رجل من بني هاشم وهو في النزع فلقّنه كلمات الفرج إلى قوله (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، فقالها ، فقال الحمد لله الذي استنقذه من النار. (٤)
وينبغي أن يكون ذلك من الملقّن بلطف ومداراة من غير تكرار يوجب الإضجار. وليكن آخره لا إله إلا الله.
(ونقله إلى مصلاه) وهو الموضع الذي أعدّه في بيته للصلاة ، أو الذي كان يكثر فيه الصلاة أو عليه إن تعسّر عليه الموت واشتدّ به النزع لا مطلقاً وإن كانت العبارة تحتمله ؛ لقول الصادق عليهالسلام : «إذا عسر على الميّت موته قرّب إلى مصه الذي كان يصلّي فيه». (٥)
وفي حديث زرارة قال إذا اشتدّ عليه النزع ، فضعه في مصه الذي كان يصلّي فيه أو عليه. (٦)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ أبا سعيد الخدريّ قد رزقه الله هذا الرأي وأنّه اشتدّ نزعه ، فقال : احملوني إلى مصي ، فحملوه فلم يلبث أن هلك. (٧)
وفي حديثٍ آخر عنه عليهالسلام أنّ أبا سعيد الخدريّ كان من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان
__________________
(١) الفقيه ١ : ٧٨ / ٣٥٠.
(٢) الفقيه ١ : ٧٨ / ٣٤٨ ؛ أمالي الصدوق : ٤٣٤ / ٥.
(٣) ورد نحوه في المحاسن : ١ : ١٠٢ ١٠٣ / ٧٨ ؛ وثواب الأعمال : ١٦ / ٣.
(٤) الكافي ٣ : ١٢٤ / ٩ ؛ الفقيه ١ : ٧٧ ٧٨ / ٣٤٦.
(٥) الكافي ٣ : ١٢٥ / ٢ ؛ التهذيب ١ : ٤٢٧ / ١٣٥٦.
(٦) الكافي ٣ : ١٢٦ / ٣ ؛ التهذيب ١ : ٤٢٧ / ١٣٥٧.
(٧) الكافي ٣ : ١٢٦ / ٤.