فائدة :
ملخّص ما ذكر القوم في هذا المقام أنّ في الالتفات أربعة مذاهب. ووجه الضبط أن يقال لا يخلو إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير بطريق آخر أم لا ، الثاني مذهب الزمخشري والسكّاكي ومن تبعهما ، وعلى الأول لا يخلو إمّا أن يشترط أن يكون التعبيران في كلام واحد أو لا ، الأول مذهب البعض ، وعلى الثاني لا يخلو إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحدا أم لا ، الأول مذهب صدر الأفاضل (١) ، والثاني مذهب الجمهور ، كذا في الچلبي حاشية المطوّل.
الالتفاف : [في الانكليزية] Conversion ، divergence ، obliquity ـ [في الفرنسية] Conversion ، divergence ، obliquite
هو مصدر من باب الافتعال وهو عند أهل الهيئة الانحراف المسمّى بعرض الوراب. وسيأتي في لفظ العرض.
التقاء الخاطرين : [في الانكليزية] Telepathy ـ [في الفرنسية] Telepathie
هو عند البلغاء أن يتّفق شاعران في المجاوبات على قول مصراع أو بيت من الشعر ، إذا يراد معنى أو صفة بحيث لا يتّهم أحدهما بالأخذ من الآخر ، وذلك بأن يكون كلاهما في زمان واحد ومكان واحد ، فينشئان قولا على ذلك الخط ، بحيث لم يطّلع أحدهما على ما يقوله الآخر. وإذا كان هذا الأمر أي طريق المجاوبات يتفقون فيما بينهما على مدة يومين ثم يصنعون شيئا بشرط أن يكون تلاقيهما غير ممكن ، فله نفس الحكم. وإذا وافق بيت لأحد المتأخّرين بيت أحد من المتقدمين ، وكان القائل من أصحاب القريحة القوية فهذا من هذا القبيل. كما يقال لذلك أيضا توارد الخواطر (٢).
الالتماس : [في الانكليزية] Solicitation ـ [في الفرنسية] Sollicitation
لغة طلب الفعل مع التساوي ، وأمّا عرفا فيطلق على ما يكون مع نوع تواضع ، كما في البديع الميزان. وفي المطول في بحث الأمر الالتماس في العرف إنما يقال للطلب على سبيل نوع من التضرّع لا إلى حدّ الدعاء.
الالتواء : [في الانكليزية] Luxation ، obliquity ـ [في الفرنسية] Luxation ، obliquite
هو عند الأطباء زوال الفقرات إلى اليمين أو اليسار كما في حدود الأمراض. وعند أهل الهيئة وهو الانحراف ويسمّى بعرض الوراب أيضا.
الإلحاق : [في الانكليزية] Annexion ـ [في الفرنسية] Annexion
هو عند الصرفيين أن يزيد حرفا أو حرفين على تركيب زيادة غير مطّردة في إفادة معنى ليصير ذلك التركيب بتلك الزيادة مثل كلمة أخرى في عدد الحروف وحركاتها المعينة والسّكنات ، كلّ واحد في مثل مكانها في الملحق بها ، وفي تصاريفها من المضارع والماضي والأمر والمصدر واسم الفاعل واسم
__________________
(١) صدر الأفاضل : هو القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي ، مجد الدين الملقب بصدر الأفاضل. ولد بخوارزم عام ٥٥٥ هـ / ١١٦٠ م. ومات مقتولا عام ٦١٧ هـ / ١٢٢٠ م. من فقهاء الحنفية ، عالم بالعربية. له عدة مؤلفات. الأعلام ٥ / ١٧٥ ، الفوائد البهية ١٥٣ ، بغية الوعاة ٣٧٦. الجواهر المضية ١ / ٤١٠.
(٢) نزد بلغا ان است كه دو شاعر در مجاوبات مصراعي يا بيتي ويا معنى ويا صفتى را موافق بگويند چنان كه اتهام بر هيچ يكى نبود وان چنان باشد كه هر دو در زمان متحد ومكان متحد بانشاء رسانند بر ان نمط كه يكى را بر ديگرى اطلاع نبود واگر هر دو طريق مجاوبات قبول كنند وبعد يك دو روز فرصت طلبند وسازند وامكان اطلاع نبوده باشد همين حكم دارد واگر بيت متأخرين موافق بيت متقدمين افتد وقائل از انها باشد كه در قوت طبع او شبهه نبود هم ازين قبيل بود كذا في جامع الصنائع واين را توارد خاطرين نيز گويند.