الإمكان الاستقبالي هو الغاية في الصرافة فإن الممكن ما لا ضرورة فيه أصلا لا في وجوده ولا في عدمه فهو مباين للمطلق لأن المطلق ما يكون الثبوت أو السلب فيه بالفعل فيكون مشتملا على ضرورة ما ، لأن كلّ شيء يوجد فهو محفوف بضرورة سابقة وضرورة لا حقة بشرط المحمول. والبعض شرط في إمكان الوجود في الاستقبال العدم في الحال وبالعكس أي شرط في إمكان العدم في الاستقبال الوجود في الحال ، وألحق عدم الالتفات إلى الوجود والعدم في الحال والاقتصار على اعتبار الاستقبال.
أم الكتاب : [في الانكليزية] Mother of the book : table of God\'s decrees ، first chapter of the Coran ، the first intellect ـ [في الفرنسية] Mere du livre : table des decrets de Dieu ، premier chapitre du Coran ، l\'intellect premier
أهل الكتاب هو اللوح المحفوظ ، وأيضا سورة الفاتحة والآيات المحكمات. وفي اصطلاح السالكين : هو العقل الأوّل. وهو إشارة لمرتبة الوحدة. يقول الشاعر : إنّ اسم العقل الأوّل هو أمّ الكتاب فافهم والله أعلم بالصواب (١). كذا في كشف اللغات. ومرتبة الوحدة على ما يجيء عبارة عن علمه تعالى لذاته وصفاته ولجميع موجوداته على وجه الإجمال. وفي الإنسان الكامل أم الكتاب عبارة عن ماهية كنه الذات المعبّر عنها من بعض وجوهها بماهيات الحقائق التي لا يطلق عليها اسم ولا وصف ولا نعت ولا وجود ولا عدم ولا حق ولا خلق. والكتاب هو الوجود المطلق الذي لا عدم فيه ، فكانت ماهية الكنه أم الكتاب لأن الوجود مندرج فيها اندراج الحروف في الدواة ، ولا يطلق على الدواة باسم شيء من أسماء الحروف مهملة كانت أو معجمة ، فكذلك ماهية الكنه لا يطلق عليها اسم الوجود ولا اسم العدم لأنها غير معقولة ، والحكم على غير المعقول محال ، فلا يقال بأنها حق أو خلق ولا غير ولا عين ولكنها عبارة عن ماهية لا تنحصر بعبارة إلاّ ولها ضد تلك من كل وجه ، وهي الألوهية باعتبار ، ومن وجه هي محل الأشياء ومصدر للوجود والوجود فيها بالفعل (٢). ولو كان العقل يقتضي أن يكون الوجود في ماهية الحقائق بالقوة كوجود النخلة في التمر ، ولكن الشهود يعطي الوجود منها بالفعل لا بالقوة للمقتضي الذاتي الإلهي ، لكن الإجمال المطلق هو الذي حكم على العقل أن يقول بأن الوجود في ماهية الحقائق بالقوة بخلاف الشهود فإنه يعطيك الأمر المجمل مفصلا على أنه في نفس ذلك التفصيل باق على إجماله وهذا أمر ذوقي.
إذا علمت أن الكتاب هو الوجود المطلق تبيّن لك أنّ الأمر الذي لا يحكم عليه لا بالوجود ولا بالعدم هو أم الكتاب وهو المسمّى بماهية الحقائق لأنه الذي تولّد منه الكتاب ، وليس الكتاب إلاّ وجها واحدا من وجهي كنه الماهية لأن الوجود أحد طرفيها ، والعدم هو الثاني. ولهذا ما قيلت العبارة بالوجود ولا بالعدم لأن ما فيها وجه من هذه الوجوه إلاّ وفيها ضدها. فالكتاب النازل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عبارة عن أحكام الوجود المطلق وهو علم الكتاب وإليه أشار الحق
__________________
(١) أصل كتاب كه لوح محفوظ است ونيز سوره فاتحة وآيات محكمات. ودر اصطلاح سالكان عقل أول را گويند كه اشارت به مرتبه وحدت.
عقل أول نام أو أم الكتاب |
|
فهم كن والله أعلم بالصواب |
(٢) بالفعل (ـ م).