الصوفية هو الكامل الذي ظهرت له الأشياء على حقيقتها. وهذا المعنى إنّما يتيسر لمن تجاوز مرحلة الاستدلال بالحجّة والبرهان ووصل إلى مرتبة الكشف الإلهي وأصبح من أهل المشاهدة عيانا ، بأنّ حقيقة كلّ الأشياء هي الحقّ. وأنّه لا وجود إلاّ للواحد المطلق. وأمّا الموجودات الأخرى فهي مضافة له ليس إلاّ. كذا في لطائف اللغات (١).
التدليس : [في الانكليزية] Cheating ، smuggling ، swindle ، disguise ـ [في الفرنسية] Fraude ، escroquerie ، deguisement ، dol
باللام في اللغة عيب كالا پوشيدن واختلاط واشتداد ظلام ـ إخفاء العيب في السلعة ، واختلاط الظلام وشدّته ـ. وعند السبعية هو دعوى موافقة أكابر الدين والدنيا ويجيء في لفظ السبعية. وعند المحدّثين هو إسقاط الراوي من إسناد الحديث بحيث يكون السقط من الإسناد خفيا أي غير واضح ، فلا يدركه إلاّ الأئمة الحذّاق المطّلعون على طريق الحديث وعلل الإسناد ، وذلك الحديث يسمّى مدلسا بفتح اللام وفاعل هذا الفعل يسمّى مدلّسا بكسر اللام. والمدلّس ثلاثة أقسام : الأول أن يسقط اسم شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه ويرتقي إلى شيخ شيخه (٢) أو من فوقه فيسند ذلك بلفظ لا يقتضي الاتصال بل بلفظ موهم له ، فلا يقول أخبرنا أو ما في معناه ، بل يقول عن فلان أو قال فلان أو أنّ فلانا قال موهما بذلك أنّه سمعه ممن رواه عنه ، وإنّما يكون تدليسا إذا كان المدلّس قد عاصر الذي روى عنه أو لقيه ولم يسمع منه أو سمعه لكن من غيره. مثال ذلك ما روي عن علي بن حشرم (٣) قال عن ابن عيينة قال الزهري فقيل له أحدّثك الزهري؟ فسكت ثم قال : قال الزهري ، فقيل له أسمعت من الزهري؟ فقال لم أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري. حدّثني عبد (٤) الرزاق (٥) عن معمر (٦) عن الزهري ، وهذا مكروه جدّا ، فلا يقبل ممن عرف بذلك إلاّ ما صرّح فيه باتّصال كسمعت ، والثاني تدليس التسوية بأن يسقط الضعيف من الإسناد ، وصورته أن يروي حديثا عن شيخ ثقة وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة فيسقط المدلّس الضعيف من السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني فيستوى الإسناد كله ثقات ، وهذا أشرف أقسام التدليس لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية ، فقد روى به عن ثقة آخر فيحكم له
__________________
(١) ومدقق در اصطلاح صوفيه كاملى است كه حقيقت اشيا كما ينبغي برو ظاهر گشته باشد واين معني كسى را ميسر است كه از حجت وبرهان گذشته بود وبه مرتبه كشف إلهي رسيده باشد وبعين العيان مشاهدة نموده كه حقيقت همه اشيا حق است وبغير از وجود واحد مطلق موجودي ديگر نيست وموجود باشياي ديگر مجرد اضافت بيش نه كذا في لطائف اللغات.
(٢) شيخ (ـ م ، ع)
(٣) هو ابن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال ، أبو الحسن المروزي ، ابن أخت بشر الحافي. ولد عام ١٦٠ هـ ، وتوفي عام ٢٥٧ ه. إمام ، حافظ ثقة. سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٥٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ١٨٤ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦١ ، خلاصة الكمال ٢٧٣
(٤) عبد الرازق (م).
(٥) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ، أبو بكر الصنعاني. ولد عام ١٢٦ هـ / ٧٤٤ م. وتوفي عام ٢١١ هـ / ٨٢٧ م. من حفاظ الحديث. له عدة مؤلفات هامة في الحديث. الاعلام ٣ / ٣٥٣ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١٠ ، وفيات الاعيان ١ / ٣٠٣ ، طبقات الحنابلة ١٥٢ ، ميزان الاعتدال ٢ / ١٢٦
(٦) هو معمر بن المثنّى التيمي بالولاء ، البصري ، أبو عبيدة النحوي. ولد في البصرة عام ١١٠ هـ / ٧٢٨ م. وفيها توفي عام ٢٠٩ هـ / ٨٢٤ م. من أئمة العلم بالأدب واللغة. حافظ الحديث ، إباضي. وكان يبغض العرب. له العديد من المؤلفات الهامة. الاعلام ٧ / ٢٧٢ ، وفيات الاعيان ٢ / ١٠٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٣٨ ، بغية الوعاة ٣٩٥ ، ميزان الاعتدال ٣ / ١٨٩.