وأما تطهير السّرائر فهو أن يتطهر من كل ما يلوّثه ، حتى إذا وصل إلى علم المعرفة أصبح بمقدوره أن يصل إلى علم المكاشفة والمشاهدة ، وهذا ما يطلق عليه الإشارة. انتهى (١).
وموضوعه أخلاق النفس إذ يبحث فيه عن عوارضها الذاتية ، مثلا حبّ الدنيا في قولهم : حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ، خلق من أخلاق النفس حكم عليه بكونه رأس الخطايا ورأس الأخلاق الرذيلة التي تتضرر بسببها النفس ، وكذا الحال في قولهم : بغض الدنيا رأس الحسنات ؛ وغرضه التقرّب والوصول إلى الله تعالى.
فائدة
ورد في مجمع السلوك ، أيّها الاخ العزيز : بما أنّ مقامات الناس وأفهامها مختلفة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم» (٢). لذا اتفق الصوفية على اصطلاحات وألفاظ فيما بينهم ، وأشاروا إلى تلك الألفاظ بالمصالح ، لكي يدرك عنهم كلّ من كان له حظّ من الفهم ؛ وأمّا من كان غير أهل لذلك فإنه يبقى بعيدا (٣).
العلوم الحقيقية
هي العلوم التي لا تتغيّر بتغيّر الملل والأديان ، كذا ذكر السيّد السّند في حواشي شرح المطالع ، وذلك كعلم الكلام إذ جميع الأنبياء عليهمالسلام كانوا متّفقين في الاعتقاديات ، وكعلم المنطق وبعض أنواع الحكمة. وعلم الفقه ليس منها لوقوع التغير فيه بالنسخ.
__________________
(١) مشايخ كبار اهل باطن مى فرمايند بعد تحصيل علم معرفت وتوحيد وفقه وشرائع لازم است كه علم آفات نفس ومعرفت آن وعلم رياضت ومكايد شيطان ونفس وسبيل احتراز آن بياموزد واين را علم حكمت گويند تا چون نفس سالك بر واجبات استقامت يافت وطبع وى صالح گشت وبآداب خداى مؤدب گشت ممكن گردد مر وى را مراقبه خواطر وتطهير سرائر واين را علم معرفت گويند. ومراقبه خواطر آنست كه همه از حق انديشد ونتواند همه خواطر بحق مشغول داشتن مگر باعراض از ما سوى الله تعالى وتطهير سرائر آن باشد كه مر او را بشويد از هر چيزى كه مر او را بيالايد تا چون علم معرفت دست دهد ممكن بود كه بعلم مكاشفه ومشاهده رسد واين را علم اشارت گويند ، انتهى.
(٢) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس. ج ١ / ٣٩٨ ، عن ابن عباس ، الحديث رقم ١٦١١ ، بلفظ : آمرت أن نكلم الناس على قدر عقولهم. واخرجه الهندي في كنز العمال ، ١٠ / ٢٤٢ ، رقم ٢٩٢٨٢ ، بلفظ «امرنا ...» وعزاه للديلمي. واخرجه السخاوي في المقاصد الحسنة ، ٩٣ رقم ١٨٠ ، وقال عقبه : ... ورواه ابو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابن عباس بلفظ : «بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس قدر عقولهم» ، وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلا : «إنا معاشر الأنبياء أمرنا ...».
(٣) در مجمع السلوك مى آرد اى عزيز چون مقامات وفهم مردم مختلف شد وحضرت رسالت پناه عليه الصلاة والسلام فرموده اند «نحن معاشر الأنبياء امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم» لا جرم صوفية تدبير كرده اند وميان خويش اندر علم خود ألفاظي بنهادند واصطلاح كردند وبدان الفاظ بمصالح اشارت كردند تا هركه خداوند مقام وفهم بود دريافت وهركس كه نااهل بود نيافت.