البلوغ. وقد نقل عنهم أنّ الأطفال لا حكم لهم بولاية أو عداوة إلى أن يدركوا ، ويرون أخذ الزكاة من العبيد إذا استغنوا وإعطاءها لهم إذا افتقروا. وتفرّقوا إلى أربع فرق الأخنسية والمعبدية (١) والشيبانية (٢) والمكرمية (٣).
الثّفل : [في الانكليزية] Residue ، dregs ، excrement ـ [في الفرنسية] Residu ، lie ، excrement
بالضم وسكون الفاء هو ما ثفل من كل شيء. وثفل الغذاء ما خرج من الدّبر. وثفل البول هو الذي يستفصله العروق عن الغذاء قبل الهضم الرابع ، مع ما يتخلّف عن الغذاء عند الهضم والنضج. وقد يستعمل الثّفل على عدم استعمال الطّيب ، وقد يستعمل على خشونة العين كذا في بحر الجواهر.
الثّقل : [في الانكليزية] Weight ، ma ، gravity ، heavine ـ [في الفرنسية] Poids ، mae ، pesanteur ، lourdeur
بالكسر وسكون القاف ضد الخفة ويسمّيهما أي الثقل والخفة المتكلمون اعتمادا ، ويسمّيهما الحكماء ميلا طبعيا (٤) على ما في شرح الطوالع. قال شارح حكمة العين وفي الحواشي القطبية الثّقل قوة طبعية يتحرّك بها الجسم إلى حيث ينطبق به مركز ثقله على مركز العالم لو لم يعقه عائق. وقد يقال على الطبيعة المقتضية له وعلى المدافعة الحاصلة بالاشتراك. وكذا الخفّة انتهى. فالخفّة قوة طبعية يتحرك بها الجسم إلى المحيط لو لم يعقه عائق. وقد يقال على الطبيعة المقتضية له ، وعلى المدافعة الحاصلة. فمن فسّر الميل بنفس المدافعة التي هي من الكيفيات الملموسة فسّرهما بنفس المدافعة. ومن لم يفسّره بها بل بمبدإ المدافعة فسّرهما بمبدإ المدافعة.
قال القائلون بأنّ الميل هو مبدأ المدافعة الحركة لها مراتب متفاوتة بالشّدّة والضعف ، ونسبة المحرّك الذي هو الطبيعة إلى تلك المراتب على السّويّة فيمتنع أن يصدر عن ذلك المحرّك شيء من تلك المراتب إلاّ بتوسّط أمر ذي مراتب متفاوتة في الشدّة والضعف ليتعيّن بكلّ واحدة من هذه المراتب صدور مرتبة معينة من الحركة ، وذلك الأمر هو الميل.
وأجاب عنه الإمام الرازي بأنّ الطبيعة قوّة سارية في الجسم منقسمة بانقسامه. فكلّما كان الجسم أكبر كانت طبيعته أقوى. وكلّما كان أصغر كانت طبيعته أضعف ، فلم يلزم أن يكون للمدافعة مبدأ مغاير للطبيعة حتى يسمّى بالميل والاعتماد. وأما تسمية الطبيعة بالميل والاعتماد فبعيد جدا فلا وجود للميل ، هكذا في شرح التجريد وشرح المواقف. ويفهم من هذا بعد تعمّق النظر أنّ القائلين بأنّ الميل مبدأ المدافعة بعضهم على أن الميل هو الطبيعة على ما يدلّ عليه كلام الإمام والحواشي القطبية ، وبعضهم على أنّه أمر آخر بواسطة تقتضي بها الطبيعة
__________________
(١) المعبدية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع معبد ، قالوا بإمامته بعد ثعلب بن عامر لاختلافه معه. وقالوا يجوز أخذ الزكاة من العبيد ، ووقع التكفير فيما بينهم. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٧ ، الملل والنحل ١٣٢ ، التبصير ٥٧ ، الفرق بين الفرق ١٠١.
(٢) الشيبانية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع شيبان بن سلمة الخارجي ، كانوا يعينون أبا مسلم الخراساني في حروبه ، نحوا منحى المشبّهة ، وقع الخلاف بينهم. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٧ ، الملل والنحل ١٣٢ ، التبصير ٥٧ ، الفرق بين الفرق ١٠٢.
(٣) المكرمية : فرقة من الثعالبة الخوارج أتباع أبي مكرم بن عبد الله العجلي الذي كان يقول بأن من ترك الصلاة فقد كفر لأنه جاهل بالله ، وأن المذنبين كلهم جاهلون بالله ، كما كان يقول في الموالاة والمعاداة بالموافاة. مقالات الإسلاميين ١ / ١٦٨ ، الملل والنحل ١٣٣ ، التبصير ٥٨ ، الفرق بين الفرق ١٠٣.
(٤) طبيعيا (م).