سميع بصير. والمجوس منهم ذهبوا إلى أنّ فاعل الخير هو يزدان (١) وفاعل الشر هو أهرمن (٢) ويعنون به الشيطان كذا في شرح المواقف في مبحث التوحيد.
وفي الإنسان الكامل في باب سرّ الأديان ذهب طائفة إلى عبادة النور والظلمة لأنهم قالوا إنّ اختصاص الأنوار بالعبادة لهؤلاء أولى فعبدوا النّور المطلق حيث كان فسمّوا النور يزدان والظلمة أهرمن ، وهؤلاء هم الثنوية ، فهم عبدوا الله سبحانه من حيث نفسه تعالى لأنه سبحانه جمع الأضداد بنفسه فشمل المراتب الحقيّة والخلقية ، وظهر في الوصفين بالحكمين وفي الدارين بالنعتين ، فما كان منه منسوبا إلى الحقيقة الإلهية فهو الظاهر في الأنوار ، وما كان منه منسوبا إلى الحقيقة الخلقية فهو عبارة من الظلمة فعبدت النور لهذا السرّ الإلهي الجامع للوصفين والضدين. ثم ذهب طائفة إلى عبادة النار لأنهم قالوا مبنى الحياة على الحرارة الغريزية وهي معنيّ وصورتها الوجودية هي النار فهي أصل الوجود وحدها فعبدوها ، وهؤلاء هم المجوس ، فهم عبدوا الله سبحانه من حيث الأحدية ، فكما أنّ الأحدية معبّية (٣) بجميع المراتب والأسماء والصفات كذلك النار فإنها أقوى الأسطقسات وأرفعها ، لا يقاربها طبيعة إلاّ وقد تستحيل إلى النار لغلبة قوتها ، فلهذه اللطيفة عبدت النار.
الثّني : [في الانكليزية] One who looses his foreteeth ، camel in its ٦ th year ـ [في الفرنسية] Qui perd ses dents de devant ، chameau dans sa ٦ e annee
كالكريم هو ما ألقى ثنيّته أي الأضراس الأربع التي في مقدم الفم الاثنان منها من فوق والاثنان من تحت. وقد اختلفت الدوابّ في ذلك. وفي المهذّب : الثني هو الحصان والبقرة والكبش الذي له من العمر ثلاث سنوات ، والجمل الذي له من العمر خمس سنوات ، ويجمع على الأثناء والثنيات : وفي كنز اللغات : الثني هو البقرة والغنم الذي له من العمر سنتان وطعن في الثالثة. والجمل الذي أتمّ الخامسة وطعن في السادسة ، والغزال له ستّ سنوات من العمر (٤). وفي البرجندي في كتاب الأضحية الثّني من الضأن والمعز ما استكمل الثانية ودخل في الثالثة. وعند أكثر الفقهاء الثّني من الضأن والمعز ما مضى عليه الحول ودخل في الثانية. وفي النهاية الجزرية أنّ الثني من الغنم ما دخل في السنة الثالثة. وعلى مذهب أحمد بن حنبل ما دخل في السنة الثانية. والثّني من البقر ما أتى عليه حولان ودخل في الثالثة كما في الهداية. وفي الخلاصة هو ما أتى عليه ثلاث سنين ، ويمكن التوفيق بينهما بأدنى تجوّز. والثّني من الإبل ما أتى عليه خمس سنين ودخل في السادسة. وفي الخزانة ما أتى عليه أربع سنين وطعن في الخامسة انتهى كلام البرجندي. وفي جامع الرموز قيل الثنايا ابن حول وابن ضعفه وابن خمس من ذوي ظلف وخفّ. لكن في كتب اللغة هو من ذي ظلف ما دخل في السنة الثالثة ومن ذي خفّ في السادسة. وهكذا
__________________
(١) يزدان : إله الخير أو النور عند المجوس وفرقهم. الملل والنحل ٢٣٤ ، التبصير ١٤٩.
(٢) آهرمن : إله الشر أو الظلمة عند المجوس وفرقهم. الملل والنحل ٢٣٤ ، التبصير ١٤٩.
(٣) مغنية (م).
(٤) وفي المهذب الثني اسپ وگاو وگوسپند سه ساله واشتر پنج ساله الاثناء والثنيّات الجمع. وفي كنز اللغات ثني گاو وگوسفند دوساله كه پا در سيوم نهاده باشد وشتر پنج ساله كه پا در ششم نهاده باشد وآهوى شش ساله.