إذا ملك لم يكن ذا هبة |
|
فدعه فدولته ذاهبة |
أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو :
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا (١) |
|
ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا |
أي عاملنا بالجميل. ـ والجام هو الكأس بالفارسية ـ.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام ، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا ، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف. والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين ، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) (٢) ، أو في الوسط نحو جدي جهدي ، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ) (٣) (وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (٤) (مَنْ آمَنَ بِاللهِ) (٥) (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (٦) (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ) (٧). وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج (٨) عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب : لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس ، أو في الوسط نحو ينهون وينأون ، أو في الآخر نحو الخيل والخير. وإلاّ أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة ، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون ، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (٩). وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان ، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف ، وإلاّ يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] (١٠) في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا (١١) لأن
__________________
(١) والجام هو الكأس بالفارسية.
(٢) القيامة / ٢٩.
(٣) طه / ٩٧.
(٤) القصص / ٤٥.
(٥) البقرة / ٦٢.
(٦) العاديات / ١١.
(٧) النساء / ١٤٣.
(٨) يخرجان (م).
(٩) القيامة / ٢٢ ـ ٢٣.
(١٠) مجنحا (+ م).
(١١) مجنحا (م).