الذمّية : [في الانكليزية] Al ـ Dhammiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Dhammiyya (secte)
بالفتح وبياء النسبة فرقة من غلاة الشيعة لقبوا بذلك لأنّهم ذمّوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّ عليا هو الإله ، وقد بعثه ليدعو الناس إليه فدعا إلى نفسه. وقال بعضهم بإلهية محمد وعلي ولهم في التقديم خلاف. فبعضهم يقدّم عليا في أحكام الإلهية. وبعضهم يقدّم محمدا. وقال بعضهم بإلهية خمسة أشخاص يسمّون أصحاب العباء محمد وعلي وفاطمة والحسنان عليه وعليهم الصلاة والسلام ، وزعموا أنّ هذه الخمسة شيء واحد وأنّ الروح حالّة فيهم بالسّوية لا مزيّة لواحد منهم على آخر ولا يقولون بفاطمة تحاشيا عن وسمة (١) التأنيث كذا في شرح المواقف ، فهؤلاء كفار مشركون بلا ريب.
الذّنب : [في الانكليزية] Guilt ، mistake ، sin ـ [في الفرنسية] Culpabilite ، faute ، peche
بالفتح وسكون النون عند أهل الشرع ارتكاب المكلّف أمرا غير مشروع والأنبياء معصومون عن الذّنب دون الزلّة. والزلّة عبارة عن وقوع المكلّف في أمر غير مشروع في ضمن ارتكاب أمر مشروع ، كذا في مجمع السلوك في الخطبة في تفسير الصلاة. ثم الذّنوب على قسمين كبائر وصغائر. ومن الناس من قال جميع الذنوب والمعاصي كبائر كما يروي سعيد بن جبير (٢) عن ابن عباس أنّه قال : كلّ شيء عصي الله فيه فهو كبيرة ، فمن عمل شيئا فليستغفر الله ، فإنّ الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلاّ راجعا عن الإسلام أو جاحد فريضة أو مكذّبا بقدر ، وهذا القول ضعيف لقوله تعالى (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (٣) ولقوله (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) (٤) إذ الذنوب لو كانت بأسرها كبائر لم يصح الفصل بين ما يكفّر باجتناب الكبائر وبين الكبائر ، ولقوله عليهالسلام (الكبائر الإشراك بالله واليمين الغموس وعقوق الوالدين وقتل النفس) (٥) ولقوله تعالى : (وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) (٦) فلا بدّ من فرق بين الفسوق والعصيان ليصحّ العطف ، لأنّ العطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه. فالكبائر هي الفسوق والصّغائر هي العصيان ، فثبت أنّ الذنوب على قسمين : صغائر وكبائر. والقائلون بذلك فريقان. منهم من قال الكبيرة تتميّز عن الصغيرة في نفسها وذاتها ، ومنهم من قال هذا الامتياز إنّما يحصل لا في ذواتها بل بحسب حال فاعلها. أمّا القول الأوّل فالقائلون به اختلفوا اختلافا شديدا. فالاول قال ابن عباس : كلّ ما جاء في القرآن مقرونا بذكر الوعيد كبيرة نحو قتل النفس وقذف المحصنة والزّنى والربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزّحف ، وهو ضعيف لأنّ كلّ ذنب فلا بد وأن يكون متعلّق الذّم في العاجل والعقاب في الآجل. فالقول بأنّ كلّ ما جاء في القرآن مقرونا الخ يقتضي أن يكون كلّ ذنب
__________________
(١) وصمة (م).
(٢) هو سعيد بن جبير الأسدي الكوفي ، أبو عبد الله. ولد عام ٤٥ هـ / ٦٦٥ م وتوفي بواسط عام ٩٥ هـ / ٧١٤ م. تابعي ، من كبار العلماء ، فقيه محدث. خرج على الأمويين حتى قبض عليه وقتله الحجاج. الأعلام ٣ / ٩٣ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٠٤ ، طبقات ابن سعد ٦ / ١٧٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٢.
(٣) القمر / ٥٣.
(٤) النساء / ٣١.
(٥) رواه الترمذي في الجامع ، كتاب تحريم الدم ، باب الكبائر ، حديث (٤٠١٠) ، ج ٧ ، ص ٨٩.
(٦) الحجرات / ٧.