هذه الأوصاف ويصدّق لأنّ عدالته وتدينه مما يغلب ظنّ عدم غيره ، إذ لو وجد لما خفي عليه ، أو لأصن الأصل عدم الغير ، وحينئذ للمعترض أن يبين وصفا آخر ، وعلى المستدل أن يبطل علّيته ، وإلاّ لما ثبت الحصر الذي ادّعاه ، وثانيهما إبطال علية بعض الأوصاف ويكفي في ذلك أيضا الظنّ وذلك بوجوه : الأول الإلغاء وهو بيان أنّ الحكم بدون هذا الوصف موجود في الصورة الفلانية فلو استقلّ بالعلّية لانتفى الحكم بانتفائه. والثاني كون الوصف طرديا أي من جنس ما علم إلغاؤه مطلقا في الشرع كالاختلاف الطول والقصر ، أو بالنسبة إلى الحكم المبحوث عنه كالاختلاف بالمذكورة والأنوثة في العتق. والثالث عدم ظهور المناسبة فيكفي للمستدلّ أن يقول بحثت فلم أجد له مناسبة ويصدّق في ذلك لعدالته. والحنفية لا يتمسّكون بهذا المسلك ويقولون الترديد إن لم يكن حاصرا لا يقبل وإن كان حاصرا بأن يثبت عدم علّية غير هذه الأشياء التي ورد فيها بالإجماع مثلا بعد ما ثبت تعليل هذا النص يقبل كإجماعهم عل أنّ العلّة للولاية إمّا الصّغر أو البكارة ، فهذا إجماع على نفي ما عداهما. هذا كله خلاصة ما في التلويح والعضدي وحواشيهما.
السّير : [في الانكليزية] Biographies ، conducts ، manner of dealing with others ، life of the prophet Mohammed ـ [في الفرنسية] Biograplies ، conduites ، maniere de traiter les autres ، vie du prophete Mahomet
بكسر الأول وفتح الثاني جمع سيرة. والسيرة هي اسم من السير ثم نقلت إلى الطريقة ثم غلبت في الشرع على طريقة المسلمين في المعاملة مع الكافرين والباغين وغيرهما من المستأمنين والمرتدّين وأهل الذّمة كذا في البرجندي وجامع الرموز. وفي فتح القدير السّير غلب في عرف الشرع على الطريق المأمور به في غزو الكفار. وفي الكفاية السّير جمع سيرة وهي الطريقة في الأمور ، في الشرع يختصّ بسير النبي عليهالسلام في المغازي. وفي المنشور (١) السير جمع سيرة. وقد يراد بها قطع الطريق ، وقد يراد بها السّنّة في المعاملات. يقال سار أبو بكر رضياللهعنها بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وسمّيت المغازي سيرا لأنّ أول أمورها السّير إلى الغزو ، وأنّ المراد (٢) بها في قولنا كتاب السّير سير الإمام ومعاملاته مع الغزاة والأنصار والكفار. وذكر في المغرب أنّها غلبت في الشرع على أمور المغازي وما يتعلّق بها كالمناسك على أمور الحج انتهى.
السّيلان : [في الانكليزية] Flow ، casting ، liquid ـ [في الفرنسية] Ecoulement ، coulage ، liquide
عبارة عن تدافع الأجزاء سواء كانت متفاصلة في الحقيقة ومتواصلة في الحسّ ، أو كانت متواصلة في الحقيقة أيضا. وقد يوجد السّيلان بهذا التفسير فيما ليس برطب كالرمل السيّال مع كونه يابسا بالطبع ، ويوجد أيضا فيما هو رطب كالماء السّائل ، وتوجد الرطوبة بدون السّيلان في الماء الراكد في إناء أو بركة ، فبينهما عموم من وجه. وفي الملخص السّيلان عبارة عن حركات توجد في أجسام متفاصلة في الحقيقة متواصلة في الحسّ لدفع بعضها بعضا حتى لو وجد ذلك في التراب والرمل كان سيّالا. وفيه أنّه على هذا يلزم أن لا يكون الماء سيّالا لكونه متصلا في الحقيقة كما هو عند
__________________
(١) المنشور في فروع الحنفية. للإمام السيد ناصر الدين أبي القاسم بن يوسف السمرقندي الحنفي (ـ ٥٥٦ هـ). كشف الظنون ، ٢ / ١٨٦١.
(٢) المقصود (م ، ع).