أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) جملة معترضة وقعت بين الخطابين ، والمسوّغ لوقوعها بينهما كون المخاطب الثاني أحد المتخاصمين ، وكانت له صلة تامّة بالواقعة التي رفعت إلى العزيز.
والضابطة الكليّة لهذا النوع من الكلام هو وجود التناسب المقتضي للعدول من الاَوّل إلى الثاني ، ثم منه إلى الاَوّل ، وهي أيضاً موجودة في المقام ، فإنّه سبحانه يخاطب نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالخطابات التالية :
١(يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين).
٢(يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن ...).
٣(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاَُولى).
فعند ذلك صح أن ينتقل إلى الكلام عن أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وذلك لوجهين :
١. تعريفهنّ على جماعة بلغوا في التورع والتقى ، الذروة العليا ، وفي الطهارة عن الرذائل والمساوىَ ، القمة. وبذلك استحقوا أن يكونوا أُسوة في الحياة وقدوة في مجال العمل ، فيلزم عليهن أن يقتدين بهم ويستضيئنّ بضوئهم.
٢. التنبيه على أنّ حياتهنّ مقرونة بحياة أُمّة طاهرة من الرجس ومطهرة من الدنس ، ولهن معهم لحمة القرابة ووصلة الحسب ، واللازم عليهن التحفّظ على شوَون هذه القرابة بالابتعاد عن المعاصي والمساوىَ ، والتحلّي بما يرضيه سبحانه ولاَجل ذلك يقول سبحانه : (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) ، وما هذا إلاّ لقرابتهن منهصلىاللهعليهوآلهوسلم وصلتهن بأهل بيته. وهي لا تنفك عن المسوَولية الخاصة ، فالانتساب للنبي الاَكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم ولبيته الرفيع ، سبب المسوَولية ومنشوَها ، وفي ضوء