قوله ـ تعالى ـ : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) :
قال الكلبيّ : نصلّي بأمرك. ونظهر (١) لك من أعمالهم (٢).
وقال قتادة : سبّوح قدّوس (٣).
وقال مجاهد : ونحن نكبّرك ونعظّمك (٤).
وقيل : «نقدّس لك» ؛ أي : نذكرك بالطّهارة ، وننزّهك عمّا لا يليق بك (٥).
و «التّسبيح» و «السّبحان» ؛ مصدران. تقول : سبّحت الله تسبيحا وسبحانا ؛ كما تقول : كفّرت اليمين تكفيرا وكفرانا.
و «سبحان» : حرف تنزيه [وتبرئة] (٦). ويكون حرف تعظيم وتعجيب.
والتّسبيح : أصله من السّبح والسّباحة ؛ وهو من التّقلّب في طاعة الله ـ تعالى ـ وعبادته.
وأما التّقديس : فهو نهاية الطّهور.
__________________
الذنوب العظام لا تأسف عليهم ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك» ، قال : فلمّا سمع ذلك من الملائكة قال : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) يكون حجّة لي في الأرض على خلقي ، فقالت الملائكة سبحانك : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) كما أفسد بنو الجانّ ويسفكون الدماء كما سفك بنو الجانّ ويتحاسدون ويتباغضون ، فاجعل ذلك الخليفة منّا فإنّا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء ونسبح بحمدك ونقدّس لك ... تفسير القمّي ١ / ٣٦ ـ ٣٧ وعنه البرهان ١ / ٧٦ ح ٥.+ علل الشرايع / ١٠٤ ـ ١٠٥ وعنه نور الثقلين ١ / ٥١.
(١) د : تظهر+ ج : يظهر.
(٢) تفسير الطبري ١ / ١٦٧ عن ابن عبّاس.
(٣ ، ٤) تفسير الطبري ١ / ١٦٧.
(٥) تفسير الطبري ١ / ١٦٧+ في أ : «بحالك» بدل «بك».
(٦) ليس في د.