وقال الكلبيّ في الغضب على الغضب : الغضب الأوّل أخذ الحيتان ، والغضب الثّاني قتل الأنبياء. لأنّهم كانوا يقتلون في اليوم ثلاثمائة نبيّ (١).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) ؛ يريد : قوما كانوا في عهد موسى (٢) مؤمنين مصدّقين بمن مضى من الأنبياء ، وبمن يأتي منهم وبكتبهم (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ هادُوا) : فرقة تسمّوا باليهوديّة ، من زمن موسى ـ عليه السّلام ـ. واشتقاقه : من هاد يهود ؛ أي : تاب ورجع.
قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّصارى) :
فرقة تسمّوا بالنّصرانيّة ، في زمن عيسى ـ عليه السّلام ـ واشتقاقه : من النّصرة ، أو من قرية يقال لها : ناصرة ، كان يسكنها عيسى ـ عليه السّلام ـ.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَالصَّابِئِينَ) :
قيل : هم قوم (٤) من النّصارى ألين من (٥) أولئك ، خرجوا من دين إلى دين (٦). وأصله الميل (والخروج) (٧) ومنه صبأت النّجوم.
وقال قتادة : «الصّابئون» هم كانوا يعبدون الملائكة ، ويقرءون الزّبور ، ويصلّون إلى القبلة (٨).
__________________
(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٢) في ج زيادة : (ع)
(٣) سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٦١)).
(٤ ، ٥) ليس في أ.
(٦) تفسير الطبري ١ / ٢٥٢.
(٧) ليس في م.
(٨) تفسير الطبري ١ / ٢٥٣.