وقال المفسّرون : هو الجبل الّذي كلّم الله عليه موسى ـ عليه السّلام ـ (١) وقالوا : السّبب في رفع الجبل عليهم ، أنّهم لمّا امتنعوا من أخذ الكتاب ، لما فيه من صفة محمّد ـ عليه السّلام ـ والبشارة به ونعته وتصديقه ، ابتلاهم الله ـ تعالى ـ بذلك. فكان الواحد منهم لا يزال رافعا بصره شاخصا إليه ، خوفا أن يسقط عليه (٢).
وقيل : ابتلاهم الله ببحر [من خلفهم ونار] (٣) من قبل وجوههم ورفع الجبل على رؤوسهم (٤) ، وقال لهم : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) ؛ أي : كارهين.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ [لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٦٣)]) ؛ يريد : من الأمر والنّهي.
وقيل : من الثّواب والعقاب ، لكي تتّقوا المعصية (٥).
وقوله ـ تعالى ـ : (فَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ (٦) لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٤)).
[يقول ـ سبحانه ـ : فلو لا من الله عليكم ورحمته لكم بتأخير العقاب ، لكنتم من الخاسرين] (٧) المغبونين بالعقوبة.
__________________
(١) انظر : مجمع البيان ٩ / ٢٤٧ وتفسير الإمام / ٢٦٦.
(٢) انظر : تفسير القمّي ١ / ٤٩ ، تفسير الإمام / ٢٦٦.
(٣) ليس في د.
(٤) تفسير أبي الفتوح ١ / ٢١٣.
(٥) تفسير الطبري ١ / ٢٥٩.+ سقط من هنا قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ).
(٦) ج ، د زيادة : لكم بتأخير العقاب.
(٧) ليس في ج ، د.