وهو على اختصاره وصغر حجمه ، جامع لكثير من التّفاسير الّتي لم يذكر في غيره ، من التّفاسير المبسوطة. وهو هديّة الأصاغر إلى الموالي الأكابر.
وقد روي : أنّ بعض العلماء الفضلاء ، من أصحاب الخلفاء الرّاشدين ، من بني العبّاس (١) ـ سقى الله ضريحه وضرائحهم هبوب (٢) الرّضوان ـ أهدى لبعض أولادهم هديّة لطيفة ، من الطّيب والغالية ـ وأظنّ المهدى إليه ، المؤيّد بن المتوكّل ـ [وكتب معها] (٣) إليه :
أمّا بعد ، فإنّ الهديّة إذا كانت من الصّغير إلى الكبير ، فكلّ ما لطفت ودقّت ، كان أبهى لها وأرفع. وإذا كانت من الكبير إلى الصّغير ، فكلّ ما عظمت وجلّت ، كان أجلّ لها وأنفع.
وأنا أرجو من الله ـ سبحانه ـ أن يحضى هذا المختصر ، عند الحضرة العلياء والآراء المولوية العالميّة (٤) العابديّة العادليّة الرّحيميّة المولويّة ـ أجلّها الله تعالى وأسناها (٥) وجعل الجنّة منقلبها ومثواها ـ بأن يجري على لسانه حسن الإقبال والقبول. فيحكم له أهل العلم والفضل ، بالتّفضيل والنّبول (٦) ، على غيره من التّفسير المنقول. إذ كان غرض العبد ، في اختصاره في مبدأ أمره ، أن يحفظ وينشر ويروي ويذّكّر ، فيعظم بذلك الثّواب والذّكر المستطاب. والله وليّ التّوفيق لسلوك محجّة التّحقيق والإعانة على إتمام وإكمال نظامه ، بمنّه ولطفه وكرمه وعطفه. فما التّوفيق إلّا من عنده ، ولا اللّطف والتّوكّل إلّا منه وعليه. وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________________
(١) د : عبّاس.
(٢) ج ، د ، م : صوب.
(٣) في أ : ألمعها بدل ما بين المعقوفتين.
(٤) ج : العالية.
(٥) هامش أ : أسماها ـ خ. وفي م ، د : أسماها.
(٦) ج : القبول.