يَعْلَمُونَ (١٠١)]) ؛ أي : نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم.
«وراء» من الأضداد ؛ كما قال ـ سبحانه ـ : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ ، يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (١) ؛ أي : قدّامهم.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) ؛ يعني (٢) : اليهود ، نبذوا كتاب الله واتّبعوا ما تتلوا الشّياطين.
قال الكلبيّ : إنّ الشّياطين كانوا قد كتبوا السّحر والنّارنجيّات على لسان آصف بن برخيا ، ثمّ دفنوها تحت مصلّى سليمان بن داود ـ عليه السّلام ـ. فلمّا مات سليمان ـ عليه السّلام ـ استخرجوها ، وقالوا للنّاس : إنّما ملككم سليمان ـ عليه السّلام ـ بهذا ، فتعلّموه. فتعلّمته (٣) السّفهاء ، وأبته العلماء (٤).
وقيل : إنّ (٥) الّذي دفنها سليمان نفسه ، لئلّا تفسد بها النّاس. فلمّا مات سليمان ـ عليه السّلام ـ استخرجها شيطان ، وقال : بهذا كان يملك النّاس سليمان. فأنزل الله الآية ، تنزيها له (٦) وتحقيقا لفساد الشّياطين (٧).
قال الله ـ تعالى ـ : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ، وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) ؛ يريد : بعمل السّحر.
__________________
(١) الكهف (١٨) / ٧٩.
(٢) ليس في ب.
(٣) ج ، د ، أ : فتعلّمه.
(٤) انظر : تفسير الطبري ١ / ٣٥٣+ كشف الأسرار للميبديّ ١ / ٢٩٣.
(٥) ليس في ب.
(٦) ليس في أ.
(٧) أ : الشيطان.+ انظر : مجمع البيان ١ / ٣٣٧.