الحسن : هو أن يكون على الرجل لصاحبه حق فإذا طالبه به دعاه إلى الحكام فيحلف له ويذهب بحقه.
الكلبي : هو أن يقيم شهادة الزور.
قتادة : لا تدل بمال أخيك إلى الحاكم وأنت تعلم إنك ظالم فإن قضاءه لا يحل حرامه ومن قضى له بالباطل فإن خصومته لم ينقض حتّى يجمع الله عزوجل يوم القيامة بينه وبين خصيمه فيقضي بينهما بالحق.
وقال شريح : إني لأقضي لك ، وإني لأظنك ظالما ، ولكن لا يسعني إلّا أن أقضي بما يحضرني من البيّنة ، وإن قضائي لا يحل لك حراما.
محمّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «(إِنَّما أَنَا بَشَرٌ) ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار» [٦٦] (١).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن غنمة الأنصاريين قالا : يا رسول الله ما بال الهلال يبدوا دقيقا مثل الخيط ثمّ يزيد حتّى يمتلئ ويستوي ثمّ لا يزال ينقص حتّى يعود كما بدأ لا يكون على حالة واحدة فأنزل الله تعالى (يَسْئَلُونَكَ) يا محمّد (عَنِ الْأَهِلَّةِ) وهي جمع هلال مثل رداء وأردية واشتقاق الهلال من قولهم استهل الصبي إذا صرخ حين يولد.
وأهل القوم بالحج والعمرة إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية.
قال الشاعر :
يهل بالفرقد ركبانها |
|
كما يهل الراكب المعتمر |
فسمّي هلالا لأنه حين يري يهل الناس بذكر الله ويذكره.
(قُلْ هِيَ مَواقِيتُ) وهو الزمان المحدود للشيء (لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) أخبر الله عن الحكمة في زيادة القمر ونقصانه واختلاف أحواله ، اعلم إنه فعل ذلك : ليعلم الناس أوقاتهم في حجتهم وعمرتهم وحلّ ديونهم ووعد حلفائهم وأجور أجرائهم ومحيض الحائض ومدة الحامل ووقت الصوم والإفطار وغير ذلك ، فلذلك خالف بينه وبين الشمس التي هي دائمة على حالة واحدة.
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) قال المفسّرون : كان الناس في الجاهلية وفي أوّل الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطا ولا بيتا ولا دارا من بابه فإن كان من أهل المدن نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلما فيصعد منه وإن
__________________
(١) مسند أحمد : ٢ / ٣٣٢ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ٧٧٧.