اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم» (١) ثم رخص في ذلك لعلي وابنه» [١٦٢].
وروى ليث عن محمد بن بشير عن محمد بن الحنفية عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن ولد لك غلام نحلته اسمي وكنيتي» (٢) [١٦٣].
(أَفَإِنْ ماتَ) على فراشه (أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) رجعتم إلى دينكم الأول الكفر (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ) فيرتد عن دينه (فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) بارتداده وإنما يضر نفسه (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) المؤمنين.
روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : لما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم قام عمر بن الخطاب رضياللهعنه فقال : إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم توفي ، وأن رسول الله والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربّه ، كما ذهب موسى بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات ، والله ليرجعن رسول الله وليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ، يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم مات قال : فأقبل أبو بكر رضياللهعنه حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وعمر يكلّم الناس ، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيت عائشة ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مسجّى ببردة خيبر ، فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبّله ثم قال : بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتبها الله عزوجل عليك فقد ذقتها ثم لم تصبك بعدها موتة أبدا ، ثم ردّ الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال : على رسلك يا عمر فأنصت قال : فأبى إلّا أن يتكلم ، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس ، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا هذه الآية (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ). فقال : فو الله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى تلاها أبو بكر يومئذ ، قال : فأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم.
قال أبو هريرة : قال عمر : والله ما هو إلّا أن سمعت أن أبا بكر يتلوها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي ، وعرفت أن رسول الله قد مات.
(وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعني وما ينبغي لنفس أن تموت.
وقال الأخفش : اللام في قوله : (لِنَفْسٍ) مقتولة تقديره : ما كانت نفس لتموت (إلّا بإذن الله) بعلم الله ، وقيل : بأمره.
__________________
(١) صحيح ابن حبان : ١٣ / ١٣٤ ، كنز العمال : ١٦ / ٤٢٨ ، ح ٤٥٢٦٤.
(٢) الطبقات الكبرى : ٥ / ٩٢ ، تاريخ دمشق : ٥٤ / ٣٢٧.