بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٥٣) ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٥٤) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٥٥))
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ). قرأ الحسن وأبو جعفر : (كاين) مقصورا بغير همزة ولا تشديد حيث وقع.
وقرأ مجاهد وابن كثير وشيبة : (وكأين) مهموزا ممدودا مخففا على وزن فاعل ، وهو اختيار أبي عبيد ، اعتبارا بقول أبي بن كعب لزر بن حبيش : (كاين) بعد سورة الأحزاب. فقال : كذا آية.
وقرأ ابن محيصن : (كأي) ممدودا بغير نون.
وقرأ الباقون : (وَكَأَيِّنْ) مشدودا بوزن كعيّن ، وهي لغة قريش واختيار أبي حاتم ، وكلها لغات معروفة بمعنى واحد.
وأنشد المفضل :
وكائن ترى في الحي من ذي صداقة |
|
وغيران يدعو ويله من حذاريا (١) |
وقال في التشديد :
كأين من أناس لم يزالوا |
|
أخوهم فوقهم وهم كرام (٢) |
وجمع الآخر بين اللغتين ، فقال :
كأين أبدنا من عدوّ يغزنا |
|
وكأين أجرنا من ضعيف وخائف (٣) |
ومعناه كم ، وهي كاف التشبيه ضمت إلى أي الاستفهام ، ولم يقع التنوين صورة في الخط إلّا في هذا الحرف خاصة.
__________________
(١) معجم البلدان : ٤ / ٣٧٣ ونسبه لجرير.
(٢) تفسير القرطبي : ٤ / ٢٢٨.
(٣) تفسير القرطبي : ٤ / ٢٢٩.