(مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ) أي جامعتموهن (فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) نكاح بناتهن إذا طلقتموهن أو متن عنكم.
روى الزهري عن عروة : أن زينب بنت أبي سلمة وأمها أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت : يا رسول الله انكح أختي قالت : فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أو تحبين ذلك؟» قلت : نعم ليست لك بمخلية وأحب من يشاركني في خير أختي.
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ ذلك لا يحلّ لي». فقلت : والله يا رسول الله إنّا لنتحدث أنك تريد أن تنكح درّة بنت أبي سلمة فقال : «بنت أم سلمة؟» فقلت : نعم ، قال : «والله إنها لو تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لبنت أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن عليّ بناتكن ولا أخواتكن» (١) [٢٨٣].
(وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ) يعني أزواج أبنائكم ، والذكر حليل ، وجمعه أحلّه وأحلّاء ، مثل عزيز وأعزة وأعزّاء ، وإنما سمّي بذلك لأن كل واحد منهما حلال لصاحبه ، يقال : حلّ وهو حليل ، مثل صحّ وهو صحيح ، وقيل : سمّي بذلك لأن كل واحد منهما يحلّ حيث يحلّ صاحبه من الحلول وهو النزول ، وقيل : لأن كلّ واحد منهما يحل إزار صاحبه ، من الحل وهو ضد العقد.
قال الشاعر :
يدافع قوما على مجدهم |
|
دفاع الحليلة عنها الحليلا |
يدافعه يومها تارة |
|
ويمكنه رجلها أن يشولا |
(الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ) دون من تبنيتموهم.
قال عطاء : نزلت في محمد صلىاللهعليهوسلم حين نكح امرأة زيد بن حارثة.
(وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) حرّتين كانتا بالعقد أو أمتين بالوطء (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ).
قال عطاء والسدي : يعني إلّا ما كان من يعقوب عليهالسلام ، فإنه جمع بين ليا أم يهوذا وراجيل أم يوسف وكانتا أختين.
(إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ) الآية.
قال عمرو بن مرّة : قال رجل لسعيد بن جبير : أما رأيت ابن عباس حين يسأل عن هذه الآية (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ) فلم يقل فيها شيئا ، فقال سعيد : كان لا يعلمها.
وقال مجاهد : لو أعلم من يفسّر في هذه الآية لضربت إليه أكباد الإبل ، قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ).
__________________
(١) مسند الشاميين : ٤ / ٢٠٨ ، السنن الكبرى : ٣ / ٢٩٠.