الرسالة (١) ، مثل : أنّ الأخبار الواردة في العلاج في غاية الاختلاف كمّا وكيفا وترتيبا ، بحيث لا يتأتّى الجمع أو الترجيح بوجه قطعي.
وكذا لا يتأتّى معرفة الأعدل ، والأفقه ، والمشهور (٢) بين أصحاب الراوي والتقيّة في زمانهم. إلى غير ذلك ممّا لم يعرفه الكليني رحمهالله ، فما ظنّك بنا؟
فمع هذه الموانع الكثيرة بحسب السند ، والمتن ، والدلالة ، وعلاج التعارض ، كيف يمكن دعوى العلم المذكور؟
على أنّه على تقدير فقدان الموانع المذكورة بأسرها ، فحصول العلم المذكور من خبر من يجوز عليه الخطأ ليس بديهيّا بالبديهة ، ولا يدلّ عليه دليل يورث العلم المذكور بالوجدان والمشاهدة ، لأنّ ذلك العلم حصوله من خبر الواحد بضميمة قرينة يقينيّة عقليّة ، وأين هي؟
إذ ليست في نفس الخبر ، ولا في الخارج أيضا بالمشاهدة ، ولو كانت قرينة ظنّية فالظّنّ لا يغني من الحقّ شيئا (٣) وكذلك (٤) القرينة العلميّة التي يجوز معها النقيض ، كما عرفت.
فإذا كان حال هذه الأخبار ـ مع قطع النظر عن الموانع المشار إليها ، كما ذكر ـ فما ظنّك بحالها مع وجود تلك الموانع التي لا تحصى والاختلالات المحسوسات المشاهدات كما أشرنا في الرسالة (٥) وفي «الفوائد» إليها ، وإلى العلاج (٦).
وما أشرنا إليه هاهنا إنّما هو إشارة إلى نادر منها بالإشارة الإجماليّة ، لأنّ
__________________
(١) الرسائل الاصوليّة : ١٦.
(٢) في (د ١) و (ز ٢) و (ط) : المشتهر.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً*) يونس (١٠) : ٣٦.
(٤) في (ز ٢) : وكذا.
(٥) الرسائل الاصوليّة : ١٦.
(٦) الفوائد الحائريّة : ١١٧ الفائدة ٦ ، ٢٠٧ الفائدة ٢٠.