أيضا أنّه حيض في المعنى عند الفقهاء ، ولذا يترتّب عليه ما يترتّب ، لكن يحتاج إلى تأمّل ، وفي ذلك كفاية.
قوله : (وليس لأقلّه حدّ).
هذا مذهب علمائنا (١) وأكثر العامّة (٢) ، فيجوز أن يكون لحظة ، ولأنّه لم يرد تحديد له في الشرع ، ولو لم ترد ما لم يكن لها نفاس عند الشيعة ، لما عرفت من أنّه الدم الخارج ، وأصالة استصحاب الحالة السابقة ، وغير ذلك.
وقال بعض العامّة بوجوب الغسل بخروج الولد (٣) ، وبعضهم بوجوب الوضوء (٤) ، وفيهما ما فيهما.
قوله : (وأكثره). إلى آخره.
اختلف الأصحاب فيه ، فذهب الشيخ في «النهاية» إلى أنّه لا يجوز لها ترك الصلاة والصوم إلّا في الأيّام التي كانت تعتاد فيها الحيض ، ثمّ قال بعد ذلك : ولا يكون حكم نفاسها أكثر من عشرة (٥) ، ونحوه قال في «الجمل» و «المبسوط» (٦).
وقال المفيد في «المقنعة» : أكثره ثمانية عشر يوما ، ثمّ قال : وقد جاءت الأخبار المعتمدة على أنّ أقصى مدّة النفاس عشرة أيّام وعليها العمل ، لوضوحها عندي (٧).
__________________
(١) تذكرة الفقهاء : ١ / ٣٢٦.
(٢) بداية المجتهد : ١ / ٥٣ ، مغني المحتاج : ١ / ١١٩.
(٣) المجموع للنووي : ٢ / ٥٢٣.
(٤) شرح العناية (شرح فتح القدير) : ١ / ١٨٨.
(٥) النهاية للشيخ الطوسي : ٢٩.
(٦) الرسائل العشر (الجمل والعقود) : ١٦٥ ، المبسوط : ١ / ٦٩.
(٧) المقنعة : ٥٧.